الكلمات | الكلمة الثانية والثلاثون | 822
(819-832)

موجود أتوجه اليه.. ربما كنت أتغابى مثلك فأدّعي الحاكمية لنفسي!. تنحّ عني فليس لك موضع فينا.
وعندما يئس داعية الشرك من الذرة. قابل كرية حمراء من الدم، علّه يظفر منها بشئ. فقال لها بلسان الاسباب ولغة الطبيعة ومنطق الفلسفة:
- انا لكِ رب ومالك!
فردّت عليه الكرية الحمراء بلسان الحقيقة وبلغة الحكمة الربانية:
- انني لست وحيدة منفردة، فأنا وأمثالي جميعاً في جيش الدم الكثيف، نظامنا واحد ووظائفنا موحدة، نسير تحت إمرة آمر واحد. فان كنت تقدر على أن تملك زمام جميع ما في الدم من امثالي، ولك حكمة دقيقة وقدرة عظيمة تحكمان سيطرتهما على جميع خلايا الجسم التي نجول فيها ونُستخدم لإنجاز مهمات فيها بكل حكمة وانتظام، فهاتها. فلربما يكون عندئذٍ لدعواك معنى. ولكنك ايها المدعي لا تملك سوى قوة عمياء وطبيعة صماء فلا تقدر على أن تتدخل في شؤوننا ولو بمقدار ذرة، فضلاً عن ادّعاء التملك علينا؛ لأن النظام الذي يهيمن علينا دقيق وصارم الى حدّ لا يمكن أن يحكمنا الاّ من يرى كل شئ ويسمع كل شئ ويعلم كل شئ ويفعل ما يشاء. ولهذا فاسكت. اذ لا تدع وظائفنا الجليلة ودقتها ونظامها مجالا ً لنا لنسمع هذرك.. وهكذا تطرده الكرية الحمراء.
ولما لم يجد ذلك المدّعي بغيته فيها. ذهب فقابل خلية في الجسم فقال لها بمنطق الفلسفة ولسان الطبيعة:
- لم اتمكن من ان اُسمع دعواي الى الذرة، ولا الى الكرية الحمراء، فلعلي اجد منك اُذناً صاغية؛ لأنك لست الاّ حجيرة صغيرة حاوية على اشياء متفرقة! ولهذا فانني قادرة على صنعك . فكوني مصنوعتي ومملوكتي حقاً!
فقالت لها الخلية بلغة الحكمة والحقيقة:

لايوجد صوت