قدرة وحكمة لها من المقدرة على نثر النجوم وشق السماوات وفطرها. وتبين آيات اخرى تدابير قدرة وحكمة قادرة على اماتة جميع ذوي الحياة وبعثهم بصيحة واحدة، دفعة واحدة، ويبين في اخرى تجليات قدرة وحكمة قادرة على حشر ما على الارض من ذوي الحياة، ونشره كل على انفراد. ويبين احياناً آثار قدرة وحكمة قادرة على بعثرة الارض كلها ونسف الجبال وتبديلها الى صورة اجمل منها.بمعنى انه مما سوى مرتبة الحشر الذي هو مفروض على الجميع الايمان به ومعرفته، فان كثيراً من مراتبه يمكن أن تتحقق بتلك القدرة والحكمة. فاذا ما اقتضت الحكمة الربانية قيامها، فلابد أنه سيقيمها جميعاً مع حشر الانسان ونشره، أو سيقيم بعضاً مهماً منها.
سؤال: تقولون: انك تستعمل في (الكلمات) القياس التمثيلي كثيراً. بينما القياس التمثيلي لا يفيد اليقين حسب علم المنطق؛ اذ يلزم البرهان المنطقي في المسائل اليقينية، اما القياس التمثيلي فيستعمل في المطالب التي يكفيها الظن الغالب، كما هو لدى علماء اصول الفقه.
فضلاً عن انك تذكر التثميلات في اسلوب الحكاية. والحكاية تكون خيالية، ليست حقيقية وقد تكون مخالفة للواقع.
الجواب: نعم! لقد ورد في علم المنطق: ان القياس التمثيلي لا يفيد اليقين العلمي. الاّ أن للقياس التمثيلي نوعاً هو أقوى بكثير من البرهان اليقيني للمنطق. بل هو اكثر يقيناً من الضرب الاول من الشكل الاول للمنطق. وذلك القسم هو:
اظهار جزء وطرف من حقيقة كلية بتمثيل جزئي. ثم بناء الحكم على تلك الحقيقة، وبيان قانون تلك الحقيقة في مادة خاصة، كي تُعرف منها تلك الحقيقة العظمى، وتُرجع اليها المواد الجزئية.
فمثلاً: الشمس توجد قريبة من كل شئ لـمّاع - بوساطة النورانية - مع انها ذات واحدة. فبهذا المثال يُبيّن قانون حقيقة هي:
انه لا قيد للنور والنوراني، فالبعيد والقريب سواء. القليل والكثير يتساوى. فلا يحدّه مكان.