الرمز الثالث:
ان جميع انواع الكمال الموجودة في الكون كله آيات لكمال ذات جليلة واشارات الى جماله سبحانه بل جميع الحسن والكمال والجمال ما هو الاّ ظل ضعيف بالنسبة لكماله الحقيقي. نشير الى خمسة حجج لهذه الحقيقة:
الحجة الاولى: ان القصر الفخم المنقش المزين يدل بالبداهة على صانع ماهر؛ فالفعل المكمل الرائع وهو الصنعة والنقش البديع يدل بالضرورة على فاعل وصنّاع ومهندس كامل ويشير الى عناوينهم واسمائهم: النقاش المصور وامثالها. وتلك الاسماء الكاملة ايضاً تدل بلاشك على صفة الصنعة المكملة لدى ذلك الصنّاع. وذلك الكمال في الصنعة والصفات يدل بالبداهة على كمال استعداد ذلك الصنّاع وكمال قابليته. وذلك الاستعداد الكامل والقابلية الكاملة يدلان بالضرورة على كمال ذات الصنّاع نفسه وعلى سمو ماهيته. وعلى غرار هذا، فقصر العالم، هذا الاثر المزيّن المكمل، يدل بالبداهة على افعـال في غايـة الكمال، لأن انـواع الكـمال التـي في الاثر نابعة من كمال تلك الافعال، وكمال الافعال يدل بالضرورة على فاعل كامل وعلى كمال اسمائه، كالمدبر والمصور والحكيم والمزيّن وامثالها من الاسماء المتعلقة بالأثر. أما كمال الاسماء والعناوين فانه يدل بلا ريب على كمال اوصاف ذلك الفاعل؛ لأن الصفات ان لم تكن كاملة فالاسـماء النـاشـئة منها لن تكون كاملة. وكمال تلك الاوصاف يدل بالبداهة على كمال الشؤون الذاتية، لأن مبادىء الصـفات هـي تلك الـشـؤون الذاتـية. أما كمال الشـؤون الذاتية فانه يدل بعلم اليقين على كمال ذاتٍ جليلة صاحبة الشؤون، ويدل عليه دلالة قاطعة بحيث ان ضياء ذلك الكمال قد اظهر حسن الجمال والكمال في هذا الكون على الرغم من مروره من حجب الشؤون والصفات والاسماء والافعال والآثار.
تُرى ما اهمية كمال نسبي ينظر الى الغير والى الامثال والى التفوق على الاضداد، بعد ثبوت وجود كمال ذاتي حقيقي ثبوتاً الى