وعظمتها، فضلاً عن انه وضع في قلوب عباده هاتفاً خاصاً وامرهم بقوله تعالى ﴿اياك نعبد واياك نستعين﴾ اي بعبودية خاصة ليتوجهوا اليه مباشرة تاركين الاسباب وراءهم ظهرياً، وبهذا يصرف سبحانه وجوه عباده من الكائنات اليه تعالى.
ففي قوله تعالى (احسن الخالقين) (ارحم الراحمين) (الله اكبر) هذا المعنى المذكور.
أما الشق الثاني من سؤال داعية اهل الضلال، فجوابه في خمسة رموز:
الرمز الاول:
يقول في السؤال: كيف يكون للشئ كمال ما لم يكن له ضد؟
الجواب: صاحب هذا السؤال يجهل الكمال الحقيقي، اذ يظنه نسبياً، بينما المزايا والفضائل والتقدم على الآخرين، الحاصلة كلها نتيجة النظر الى الاشياء الاخرى والمفاضلة معها، ليست فضائل حقيقية وكمالاً حقيقياً بل هي فضائل نسبية، فهي ضعيفه واهية تسقط من الاعتبار باهمال الغير.
مثلاً: لذة الحرارة وميزتها هي بتأثير البرودة، واللذة النسبية للطعام بتأثير ألم الجوع.
فاذا ما انتفت تلك التأثيرات، قلّت اللذة وتضاءلت. بينما اللذة والمحبة والكمال والفضيلة الحقيقية هي التي لا تبنى على تصور الغير، بل تكون موجودة في ذاتها. وتكون حقيقية مقررة بالذات كلذة الوجود ولذة الحياة ولذة المحبة ولذة المعرفة ولذة الايمان ولذة البقاء ولذة الرحمة ولذة الشفقة.. وحُسن النور وحسن البصر وحسن الكلام وحسن الكرم وحسن السيرة وحسن الصورة.. وكمال الذات وكمال الصفات وكمال الافعال.. وامثالها من المزايا الذاتية التي لا تتبدل بوجود غيرها او عدمه.
فكمالات الصانع الجليل والفاطر الجميل والخالق ذي الكمال كمالات حقيقية، ذاتية، لا يؤثر فيها ما سواه تعالى. بل ما سواه