الكلمات | الموقف الثاني | 859
(837-866)

هذا الحد؟ ألا يكون خافتاً منطفئاً؟!
الحجة الثانية: عندما ينظر الى هذا الكون بنظر العبرة، يشعر الوجدان والقلب، بحدسٍ صادق، ان الذي يجمّل هذه الكائنات ويزيّنها بانواع المحاسن لا شك ان له جمالاً وكمالاً لا منتهى لهما، ولهذا يظهر الجمال والكمال في فعله.
الحجة الثالثة: من المعلوم ان الصنائع الموزونة المنتظمة الجميلة تستند الى برنامج في غاية الحسن والاتقان، والبرنامج الكامل المتقن الجميل يستند الى علم جميل والى ذهن حسن، والى قابلية روحية كاملة، وهذا يعنى ان الجمال المعنوي للروح يظهر في الصنعة بالعلم.
فهذه الكائنات وما فيها، مع جميع محاسنها المادية التي لا تعد ولا تحصى، ما هي الاّ ترشحات محاسن معنوية وعلمية، وتلك المحاسن والكمال العلمي والمعنوي لاشك انها جلوات حسن وجمال وكمال سرمدي.
الحجة الرابعة: من المعلوم أن المشع للنور يستلزم أن يكون متنوراً، وكل مضئ يستلزم ان يكون ذا ضوء، والاحسان يرد من الغنى، واللطف يظهر من اللطيف. لذا فاضفاء الحسن والجمال على الكائنات ومنح الموجودات انواعاً من الكمالات المختلفة، يدل على جمال سرمدي، كدلالة الضوء على الشمس.
ولما كانت الموجودات تجري جريان النهر العظيم وتلتمع بالكمال ثم تمضي. فمثلما يلتمع ذلك النهر بجلوات الشمس، فان سيل الموجودات هذا يلتمع مؤقتاً بلمعات الحسن والجمال والكمال ثم يمضي الى شأنه. ويفهم من تعاقب اللمعات، بأن جلوات حبابات النهر الجاري وجمالها ليست ذاتية، بل هو جمال ضياء شمس منورة وجلواتها، فالمحاسن والكمالات التي تلتمع مؤقتاً على سيل الكائنات انما هي لمعات جمال اسماء مَن هو نور سرمدي.
نعم! تفاني المرآةِ زوالُ الموجوداتِ مع التجلّي الدائم مع الفيـض

لايوجد صوت