الكلمات | الموقف الثالث | 873
(867-904)

الحور، وجماعة الروحانيات، وجنس الملك، وطائفة الجن، ونوع الانسان، كل من هؤلاء قد صُوّر ونُظم واُوجد في حكم انسان جميل. كما ان كلاً منهم مرايا متنوعة متباينة لإظهار جماله سبحانه وكماله ورحمته ومحبته.. وكل منهم شاهد صدقٍ لجمالٍ وكمال ورحمة ومحبة لا منتهى لها.. وكل منهم آيات جمال وكمال ورحمة ومحبة.
فهذه الانواع من الكمالات التي لا نهاية لها، حاصلة ضمن دائرة الواحدية والاحدية، وهذا يعني ان ما يُتوهم من كمالات خارج تلك الدائرة ليست كمالاتٍ قطعاً.
فافهم من هذا:
استناد حقائق الاشياء الى الاسماء الحسنى، بل الحقائق الحقيقية انما هي تجليات تلك الاسماء.
وان كل شئ بجهات كثيرة وبألسنة كثيرة يذكر صانعه ويسبّحه ويقدّسه. وافهم من هذا معنىً واحداً من معاني الآية الكريمة:
﴿وان من شيء الاّ يسبّح بحمده﴾
وقل: سبحان من اختفى بشدة ظهوره.
وافهم سراً من اسرار خواتيم الآيات وحكمة تكرار امثال: وهو العليم القدير. وهو الغفور الرحيم. وهو العزيز الحكيم.
فان لم تستطع ان تقرأ في زهرة واحدة الاسماء الحسنى وتعجز عن رؤيتها بوضوح، فانظر الى الجنة وتأمل في الربيع وشاهد سطح الارض، عند ذلك يمكنك ان تقرأ بوضوح الاسماء المكتوبة على الجنة وعلى الربيع وعلى سطح الارض، التي هي ازاهير كبيرة جداً لرحمة الله الواسعة.

المبحث الثاني
من الموقف الثالث من الكلمة الثانية والثلاثين
ان ممثل أهل الضلالة والداعية لها، اذ لم يجد ما يبني عليه ضلالته، وعندما تفوته البينة وتلزمه الحجة يقول:

لايوجد صوت