الكلمات | الكلمة الثالثة والثلاثون | 938
(905-964)

وكل لسان يبين بمائة ألف برهان (الواجب الوجود) الواحد الأحد، القدير على كل شئ، والعليم بكل شئ. وكل لسان ينطق بمائة ألف شهادة صادقة على وحدانيته سبحانه، وأوصافه المقدسة وأسمائه الحسنى.
فها ننظر الى الأرض في بداية خلقها فهي في حالة من السيولة والميوعة، فخُلقَت منها الصخور الصماء، وخُلق منها التراب.. فلو كانت الأرض باقية على حالتها الأولى من الميوعة لتعذرت الحياة عليها، ولتعذر إتخاذها مسكناً صالحاً لأي نوع من أنواع السكنى. ولو كانت تلك الصخرة المهولة الصلدة - المتحولة من الميوعة - باقية على صلابتها لتعسرت الاستفادة منها. إذن فالذي منح الأرض وضعاً ملائماً للعيش لابد أن يكون ذلك الخالق الحكيم الذي يرى بحكمته المطلقة مَنْ في الأرض جميعاً، ويهئ لهم حاجاتهم كافةً.
ثم نتأمل الجبال الشامخات التي تسند الأرض وتمسكها وتشدُّ كيانها أثناء دورانها... فنرى ان انقلابات هائلة تحدث في جوف الارض وهذه الانقلابات يتولد عنها الكثير من الغازات والأبخرة فتنفثها وتزفرها من خلال الجبال على صورة زلازل وبراكين، كيلا يصرفها عن القيام بحركتها المنتظمة وأداء مهماتها الأساسية ما يحدث في جوفها من أحداث، كما أنها تشكل بارتفاعات سفوحها سدوداً أمام طغيان البحار على ترابها، ولتصبح خزائن المياه الاحتياطية لحاجات الأحياء ولتمشيط الهواء وتصفيته من الغازات المضرة ليصبح صالحاً للتنفس ولتجمع شتات الماء من كل مكان وتدخره للأحياء ولتكون كنوزاً لمعادن متنوعة تتوقف عليها إدامة حياة الكائنات.
فهذه الأوضاع وكثير غيرها، تشهد شهادة ناطقة على القدير المطلق والحكيم والرحيم وعلى وحدانيته سبحانه.
فيا أيها المتباهي بعلم الجغرافية! قل لي كيف تفسر هذه الأمور؟ اية مصادفة يمكنها ان تمسك بزمام الأرض المشحونة بالمصنوعات العجيبة، وتجعلها تسبح في فضاء تقطع فيه مسافة أربع وعشرين سنة

لايوجد صوت