الكلمات | الكلمة الثالثة والثلاثون | 940
(905-964)

مصير جريمتك. الى اي عقاب يسوقك هذا الإعراض والإنكار؟. أحذر وأنتبه وأرفع رأسك من المستنقع الآسن وقل: آمنت بالله الذي بيده ملكوت كل شئ.

النافذة الثالثة والعشرون
﴿اَلّذى خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيوة﴾(الملك:2).
ان الحياة هي أسطع معجزة من معجزات القدرة الربانية وأجملها، وأقوى برهان من براهين الوحدانية وأبهرها، وأجمع مرآة من مرايا تجليات الصمدانية وألمعها.
نعم! ان الحياة وحدها تبيّن الحي القيوم باسمائه الحسنى وصفاته الجليلة وشؤونه الحكيمة.
فالحياة كالنور.. فكما ان نور الشمس يحصل من امتزاج الالوان السبعة لطَيف الشمس، كذلك (الحياة) تحصل من امتزاج صفات كثيرة امتزاجاً دقيقاً.. وهي - أي الحياة - كدواء ناتج من امتزاج موادَّ كثيرة متنوعة إمتزاجاً مقدراً تقديراً محكماً.
فالحياة إذن حقيقة مركبة من صفات كثيرة جداً. فصفات منها تنبسط وتنكشف ويظهر تمايزها واختلافها بعضها عن البعض الآخر، من خلال مسيلها في قنوات الحواس، التي تأخذ كُل حاسة منها لوناً من الوان هذه الصفات والاسماء.
أما القسم الأعظم منها فانه يعلن عن نفسه من خلال الأحاسيس المفعمة (بالحياة).
ثم ان (بالحياة) تتضمن الرزق والرحمة والعناية والحكمة، التي كُلُّ منها سارية في الكائنات ومهيمنة على أمرها وخلقها وتدبيرها، فكأنَّ الحياة تقود أولئك جميعاً معها أينما حلَّت. اذ حالما تحل (بالحياة) في أيما جسم، اذا باسم (الحكيم) يتجلى فيه ايضاً حيث يشرع ببناء عشه بناءً متقناً وينظمه تنظيماً حكيماً. وفي الوقت نفسه يتجلّى اسم

لايوجد صوت