مسافة خمس ساعات في ثانية واحدة الى برج (هرقل أو نحو) شمس الشموس حسب تقدير العلماء ليس الاّ بأمر سلطان الأزل والأبد، وبقدرته المطلقة، وكأنه سبحانه يستعرض بجيش المنظومة الشمسية وجنودها المنقادين لأمره مناورةً عسكرية إظهاراً لعظمة ربوبيته للعالمين أجمع.
فيامَنْ يرى نفسه أنه قد تعلَّم شيئاً من الفلك! قل لي بربك أيمكن لمصادفة ان يكون لها شأن في أمور عظيمة كهذه؟
أم يمكن لسبب من الأسباب التي تراها ذا تأثير في حوادث الأكوان أن يصل بيده اليها؟! أو لقوةٍ أياً كانت أن تدنو منها؟
هل تعتقد أن سلطاناً ذا عزّةٍ وجلال يسمح لشريك أياً كان أن يتدخل في أمر ملكه العظيم، مظهراً بذلك عجزه وقصوره؟! حاش لله وكلاّ.
أو هل يمكن ان يسلم سبحانه أمور ذوي الحياة الذين هم ثمرة الكون ونتيجته وغايته وخلاصته الى الأغيار؟! أو يسمح ولو بمقدار ضئيل بمداخلة هذه الأغيار في شؤونه الحكيمة؟
وهل يرضى العقل أن تُترك سدىً خلاصة تلك الثمرات، وأكمل نتائجها وخليفة الأرض، والضيف المكرم للسلطان.. أن يسلّم أمره الى الطبيعة والمصادفة فيهوي بذلك بعظمة السلطنة، وكمال الحكمة؟! حاشَ لله وكلاّ... وتعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
النافذة الثانية والعشرون
﴿اَلَمْ نَجْعَلِ الاَرْضَ مِهَاداًوَالْجِبَالَ اَوْتَاداًوَخَلَقْنَاكُمْ اَزْوَاجاً.. ﴾(النبأ:6-8)
﴿فَاْنْظُرْ اِلى آثارِ رَحْمَتِ الله كَيْفَ يُحىْىِ الاَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا اِنَّ ذَلِكَ
لَمُحيىِ الْمَوْتى وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَديرٌ..﴾(الروم:50)
لو تصورنا أن الكرة الأرضية رأس مخلوق عظيم، فاننا نجد في هذا الرأس الهائل في الكبر مائة ألف فم وكل فم له مائة ألف لسان،