الكلمات | اللوامع | 1012
(965-1035)

ولجلالة مقامها أقول:
لِمَ لا تكون كرتنا وعالمنا مسخراً مطيعاً كالحيوان؟
فللّه سبحانه كثير من أمثال هذه الحيوانات الطائرة منتشرة في الفضاء الواسع تنشر البهاء والجمال والعظمة والهيبة.
انه سبحانه يديرها ويسيّرها في بستان خلقه.
فالنغمات التي تبعثها تلك الكائنات والحركات التي تقوم بها هذه الطيور.. تلك الأقوال والأحوال تسبيحات وعبادات للقديم الذي لم يزل، وللحكيم الذي لا يزال.
ان كرتنا الأرضية كثيرة الشبه بالحيوان، إذ انها تبرز آثار الحياة، فلو صغرت كبيضة صغيرة ــ بفرض محال ــ لتحولت الى حيوان لطيف.
ولو كبر حيوان مجهرى كروي واصبح كالكرة الأرضية، لصار شبيهاً بها.
فلو صغر عالمنا صغر الانسان وانقلبت نجومه الى ما يشبه الذرات، ربما يكون حيواناً ذا شعور. والعقل يجد مجالاً في هذا الاحتمال.
فالعالَم اذن عابدٌ مسبّح بأركانه،
كل ركن مسخّر مطيع، للخالق القدير القديم.
فليس من الضروري ان يكون الكبير كمّاً كبيراً نوعاً.
بل الساعة الصغيرة صغر الخردل ابدع صنعة وأعظم جزالة من كبيرتها التي هي بكبر (ايا صوفيا)..
فخلق الذبابة أعجب من خلق الفيل.
لو كتب قرآنٌ بقلم القدرة بالجواهر الفردات للأثير على جزءٍ فردٍ، فان دقة صفحاته تعادل في صنعة الاتقان القرآن الكريم المكتوب بمداد النجوم في صحيفة السماء. فهما سيّان في الجزالة والابداع.
فالصنعة الباهرة بالجمال والكمال للمصور الازلي مبثوثة هكذا

لايوجد صوت