ايضاح
ايها القارئ الكريم!
انني اعترف سلفاً بضجري من فقر قابليتي في صنعة الخطّ وفن النظم، اذ لا استطيع الآن حتى كتابة إسمي كتابة جيدة، ولم اتمكن طوال حياتي من نظم بيتٍ واحد أو من وزنه.
ولكن، وعلى حين غرّة ألحّتْ على فكري رغبةٌ قويةٌ في النظم، وقد كانت روحي ترتاح لما في كتاب (قول نوالاسيسيبان)(1) من نظمٍ فطري عفوي على نمط مدائح تصف غزوات الصحابة الكرام رضوان الله عليهم. فاخترتُ لنفسي طراز نظمه، وكتبتُ نثراً شبيهاً بالنظم. ولم اتكلف للوزن قطعاً. فليقرأه مَن شاء نثراً قراءة سهلة دون تذكّر النظم والاهتمام به، بل عليه أن يعدّه نثراً ليفهم المعنى، اذ هناك ارتباط في المعنى بين القِطعَ، وعليه الاّ يتوقف في القافية(2). فكما تكون الطاقية والطربوش بلا شُرّابة كذلك يكون الوزن ايضاً بلا قافية، والنظم بلا قاعدة. بل اعتقد انه لو كان اللفظ والنظم جذابين صنعةً يُشغلان فكر الانسان بهما ويشدّانه اليهما، فالأولى اذن ان يكون اللفظ بسيطاً من غير تزويق لئلا يصرف النظر اليه.
ان استاذي ومرشدي في هذا الكتاب: القرآن الكريم.
وكتابي الذي أقرأه: الحياة
ومخاطبي الذي أوجّه له الكلام: نفسي.
(1) قصيدة طويلة تنوف على اربعمائة بيت في وصف غزوات الصحابة الكرام، باللغة الكردية الكرمانجية الشمالية، نظَمها الملا خالد آغا الزيباري المعروف بزهده وتقواه . - المترجم.
(2) ولقد وفّقنا ا لترجمة هذا الديوان الرائع نثراً ايضاً مكتفين بالمعنى دون القافية او اللفظ. – المترجم.