الكلمات | اللوامع | 970
(965-1035)

نعم ان هذا العالم يتلو آيات القرآن في حلقة ذكر عظيمة.
وهذا القرآن المشرق المنور يترنم مع ذوي الأرواح كلها بـ:(لا إله الاّ هو).
هذا الفرقان الحكيم، برهان ناطق لذلك التوحيد. آياتُه كلها ألسنة صادقة.. وأشعة ساطعة بالايمان.. فالجميع يذكر معاً: (لا إله الاّ هو).
فاذا ما ألصقتَ الأذن بصدر هذا الفرقان، ستسمع من أعمق الأعماق صدىً سماوياً صريحاً ينبعث :(لا إله الاّ هو).
فذلك الصوت اللطيف، صوت رفيع عالٍ، في منتهى الجدية وغاية الإيناس، ونهاية الصدق والاخلاص. ومدعم بالبرهان القاطع المقنع.. يقول مكرراً :(لا إله الاّ هو).
هذا البرهان المنور، جهاتُه الست شفافة رائقة اذ:
عليه نقش الاعجاز الظاهر.
وفيه يلمع نور الهداية، ويقول:(لا إله الاّ هو).
تحته نسيج البرهان والمنطق.
في يمينه استنطاق العقل، ويصدّقه بـ :(لا إله الاّ هو).
وفي شماله - الذي هو يمين - استشهاد الوجدان.
امامه الحسن والخير.
وهدفه السعادة.
مفتاحه دائماً:(لا إله الاّ هو).
ومن ورائه الذي هو أمام. أي استناده؛ سماوي وهو: الوحي المحض.
فهذه الجهات الست منيرة مضيئة، يتجلى في بروجها :(لا إله الاّ هو).
فأنّى للوهم ان يسترق منها السمع، وانّى للشبهة ان تطرق بابها.
أفيمكن ان يدخل ذلك المارق هذا الصرح البارق الشارق!!
فأسوار سوره شاهقة، وكل كلمة منه مَلَك ناطق بــ:(لا إله الاّ هو).

لايوجد صوت