المبُطل يأخذ الباطل بظن الحق
ان الانسان يقصد الحق ويتحراه دوماً، لما يحمل من فطرة مكرّمة، وقد يعثر على باطل فيظنه حقاً ويحافظ عليه، وقد يقع عليه الضلالُ من دون اختيار وهو ينقّب عن الحقيقة، فيظنه حقاً ويصدّقه.
مرايا القدرة كثيرة
ان مرايا القدرة الإلهية كثيرة جداً، كلٌ منها يفتح نوافذ أشفّ وألطف من الاخرى الى عالم من عوالم المثال.
فابتداءً من الماء الى الهواء، ومن الهواء الى الاثير، ومن الاثير الى عالم المثال، ومن عالم المثال الى عالم الارواح، ومن عالم الارواح الى الزمان، ومن الزمان الى الخيال، ومن الخيال الى الفكر، كلها مرايا متنوعة تتمثل فيها الشؤون الإلهية السيالة. فتأمل باُذنك في مرآة الهواء ترَ الكلمة الواحدة تصبح مليوناً من الكلمات.
هكذا يسطّر قلمُ القدرة الإلهية سرّ هذا التناسل والاستنساخ العجيب.
اقسام التمثلات مختلفة
ينقسم التمثل في المرآة الى اربع صور:
فإما أنها صورة تمثل الهوية فحسب، او تمثل معها الخاصية، او تمثل الهوية ونور الماهية، أو ماهية الهوية.
فان شئت مثالاً، فدونك الانسان والشمس، والمَلَك والكلمة.
ان تمثلات الكثيف تصبح امواتاً متحركة في المرآة.
وتمثلات روح نورانية في مراياها كل منها حية مرتبطة، ونور منبسط. ان لم يكن عينه فليس هو غيره.
فلو كانت للشمس حياة، لكانت حرارتُها حياتها، وضياؤها شعورَها. فصورتُها المنعكسة في المرآة تملك هذه الخواص.
فهذا هو مفتاح هذه الاسرار: