الكلمات | الكلمة الثامنة | 44
(37-44)

وأما انقلاب ذلك الأسد المفترس الى حصان مسخر والى خادم مؤنس فهو اشارة الى أن الموت لأهل الـضلال فراق أبدي أليم من جميع الاحبة، وخروج من جنة دنيوية كاذبة الى وحشة سجن انفرادي للقبر، وضياع في تيه سحيق، بينما هو لأهل الهداية وأهل القرآن رحلة الى العالم الآخر، ووسيلة الى ملاقاة الأحبة والأصدقاء القدامى، وواسطة الى دخول الوطن الحقيقي ومنازل السعادة الأبدية، ودعوة كريمة من سجن الدنيا الى بساتين الجنان، وانتظار لأخذ الأجرة للخدمات تفضلاً من الرحمن الرحيم، وتسريح من تكاليف الحياة واجازة من وظيفتها، واعلان الانتهاء من واجبات العبودية وامتحانات التعليم والتعليمات.
نحصل من هذا كله:
أن كل من يجعل الحياة الفانية مبتغاه فسيكون في جهنم حقيقةً ومعنىً، حتى لو كان يتقلب ظاهراً في بحبوحة النعيم.
وان كل من كان متوجهاً الى الحياة الباقية ويسعى لها بجد واخلاص فهو فائز بسعادة الدارين وأهل لهما معاً حتى لو كانت دنياه سيئة وضيقة، الا أنه سيراها حلوة طيبة، وسيراها قاعة انتظار لجنته، فيتحملها ويشكر ربه فيها وهو يخوض غمار الصبر.
اللهم اجعلنا من أهل السعادة والسلامة والقرآن والايمان .. آمين.
اللّهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه بعدد جميع الحروفات المتشكلة في جميع الكلمات المتمثلة بإذن الرحمن في مرايا تموجات الهواء عند قراءة كل كلمة من القرآن من كل قارئ من أول النزول الى آخر الزمان.
وارحمنا ووالدينا وارحم المؤمنين والمؤمنات بعددها برحمتك يا أرحم الراحمين آمين .. والحمد لله رب العالمين.

لايوجد صوت