الكلمات | الكلمة الثامنة | 43
(37-44)

الحياة.. وأما الحيوانان الاثنان، الأسود والابيض فهما الليل والنهار.. وأما ذلك الثعبان فهو فم القبر المفتوح الى طريق البرزخ ورواق الآخرة، الا أن ذلك الفم هو للمؤمن باب يفتح من السجن الى البستان.. وأما تلك الحشرات المضرة فهي المصائب الدنيوية، الا أنها للمؤمن في حكم الايقاظات الإلهية الحلوة والالتفاتات الرحمانية لئلا يغفل.. وأما مطعومات تلك الشجرة فهي النعم الدنيوية التي صنعها ربّ العزة الكريم لكي تكون فهرساً للنعم الأخروية ومذكِّرة بها، بمشابهتها لها، وقد خلقها البارئ الحكيم على هيئة نماذج لدعوة الزبائن الى فواكه الجنة، وان اعطاء تلك الشجرة على وحدتها الفواكه المختلفة المتباينة اشارة الى آية الصمدانية وختم الربوبية الآلهية وطغراء سلطنة الألوهية. ذلك لأن (صنع كل شئ من شئ واحد) أي صنع جميع النباتات وأثمارها من تراب واحد، وخلق جميع الحيوانات من ماء واحد، وابداع جميع الأجهزة الحيوانية من طعام بسيط. وكذا (صنع الشئ الواحد من كل شئ) كبناء لحم معين وجلد بسيط لذي حياة من مطعومات مختلفة الأجناس.. انما هي الآية الخاصة للذات الأحدية الصمدية والختم المخصوص للسلطان الازلي الابدي وطغراؤه التي لا يمكن تقليدها أبداً.
نعم ان خلق شئ من كل شئ وخلق كل شئ من شئ، انما هو خاصية تعود الى خالق كل شئ.. وعلامة مخصوصة للقادر على كل شئ. وأما ذلك الطلسم فهو سر حكمة الخلق الذي يُفتح بسر الايمان.
واما ذلك المفتاح فهو ﴿الله لا إله الا هو الحي القيوم﴾ و(يا الله) و﴿لاإله إلا الله..﴾
وأما انقلاب فم ذلك الثعبان الى باب البستان فهو رمز الى أن القبر هو سجن الوحشة والنسيان والاهمال والـضيق، فهو كبطن الثعبان لأهل الـضلالة والطغيان. ولكنه لأهل الايمان والقرآن باب مفتوح على مصراعيه من سجن الدنيا الى بستان البقاء، ومن ميدان الامتحان الى روضة الجنان، ومن زحمة الحياة الى رحمة الرحمن..

لايوجد صوت