الكلمات | الكلمة التاسعة | 45
(45-55)

الكلمة التاسعة

بسم الله الرحمن الرحيم
﴿فَسُبْحانَ الله حينَ تُمسونَ وحين تُصبِحُون 
وَلَه الحَمدُ في السَموات والارضِ وَعَشِيّا وحين تُظهِرون﴾(الروم: 17 ـ 18)
أيها الأخ! تسألني عن حكمة تخصيص الصلاة في هذه الاوقات الخمسة المعينة، فسنشير الى حكمة واحدة فقط من بين حِكمها الوفيرة.
نعم، كما ان وقت كل صلاة، بداية انقلابٍ زمني عظيم ومهم، فهو كذلك مرآة لتصرف إلهي عظيم، تعكس الآلاء الإلهية الكلية في ذلك الوقت. لهذا فقد اُمر في تلك الاوقات بالصلاة ، أي الزيادة من التسبيح والتعظيم للقدير ذي الجلال، والاكثار من الحمد والشكر لنعمه التي لا تحصى والتي تجمعت بين الوقتين. ولأجل فهم بعضٍ من هذا المعنى العميق الدقيق، ينبغي الاصغاء ــ مع نفسي ــ الى خمس نكات(1).
 النكتة الاولى:
ان معنى الصلاة هو التسبيح والتعظيم والشكر لله تعالى. اي تقديسُه جل وعلا تجاه جلاله قولاً وفعلاً بقول: سبحان الله.. وتعظيمه تجاه كماله لفظاً وعملاً بقول: الله اكبر.. وشكره تجاه جماله قلباً ولساناً وجسماً بقول: الحمد لله.
اي أن التسبيح والتكبير والتحميد هو بمثابة نوى الصلاة وبذورها، فوُجِدت هذه الثلاثة في جميع حركات الصلاة واذكارها. (1) النكتة: هي مسألة لطيفة اُخرجت بدقة نظر وامعان فكر، وسُميت المسألة الدقيقة نكتة لتأثير الخواطر في استنباطها. ـ التعريفات للجرجاني ــ المترجم

لايوجد صوت