الكلمات | الكلمة التاسعة | 47
(45-55)

لجميع العبادات، وخريطة سامية تشير الى أنماط عبادات المخلوقات جميعاً.
 النكتة الرابعة:
ان عقارب الساعة التي تعد الثواني والدقائق والساعات والايام، كلٌ منها يناظر الآخر، ويمثّل الآخر، ويأخذ كلٌ منها حكم الآخر.
كذلك في عالم الدنيا الذي هو ساعة إلهية كبرى، فان دوران الليل والنهار الذي هو بحكم الثواني للساعة، والسنوات التي تعدّ الدقائق، وطبقات عمر الانسان التي تعد الساعات، وأدوار عمر العالم التي تعد الأيام، كل منها يناظر الآخر، ويتشابه معه، ويماثله، ويذكّر كل منها الآخر، ويأخذ حكمه.
فمثلاً:
وقت الفجر الى طلوع الشمس: يشبه ويذكّر ببداية الربيع وأوله، وبأوان سقوط الانسان في رحم الأم، وباليوم الأول من الأيام الستة في خلق السموات والارض، فينبّه الانسان الى ما في تلك الاوقات من الشؤون الإلهية العظيمة.
اما وقت الظهر: فهو يشبه ويشير الى منتصف الصيف، والى عنفوان الشباب، والى فترة خلق الانسان في عمر الدنيا، ويذكّر ما في ذلك كله من تجليات الرحمة وفيوضات النعمة.
أما وقت العصر: فهو يشبه موسم الخريف، وزمن الشيخوخة، وعصر السعادة الذي هو عصر خاتم الرسل محمد عليه الصلاة والسلام، ويذكّر ما في ذلك كله من الشؤون الإلهية والآلاء الرحمانية.
أما وقت المغرب: فأنه يذكّر بغروب أغلب المخلوقات واُفولها نهاية الخريف، ويذكّر أيضاً بوفاة الانسان، وبدمار الدنيا عند قيام الساعة، ومع ذلك فهو يعلّم التجليات الجلالية، ويوقظ الانسان من نوم الغفلة وينبهه.
أما وقت العشاء: فيذكّر بغشيان عالم الظلام وستره آثار عالم النهار بكفنه الاسود، ويذكّر ايضاً بتغطية الكفن الابيض للشتاء وجه

لايوجد صوت