الكلمات | الكلمة التاسعة | 49
(45-55)

يستأنس به يؤلمانه، وعقله يريه مقاصد سامية وثماراً باقية، مع ان يده قصيرة، وعمره قصير، وقدرته محدودة وصبره محدود.
فروح الانسان في هذه الحالة (في وقت الفجر) احوج ما تكون الى أن تطرق ـ بالدعاء والصلاة ـ باب القدير ذي الجلال، وباب الرحيم ذي الجمال، عارضةً حالها أمامه، سائلة التوفيق والعون منه سبحانه، وما اشد افتقار تلك الروح الى نقطة استناد كي تتحمل ما سيأتي امامها من اعمال، وما ستحمل على كاهلها من وظائف في عالم النهار الذي يعقبه. الا يُفهم ذلك بداهةً؟
(وعند وقت الظهر) ذلك الوقت الذي هو ذروة كمال النهار وميلانه الى الزوال، وهو أوان تكامل الاعمال اليومية، وفترة استراحة موقتة من عناء المشاغل، وهو وقت حاجة الروح الى التنفس والاسترواح مما تعطيه هذه الدنيا الفانية والاشغال المرهقة الموقتة من غفلةٍ وحيرةٍ واضطراب فضلاً عن انه أوان تظاهر الآلاء الإلهية.
فخلاصُ روح الانسان من تلك المضايقات، وانسلالها من تلك الغفلة والحيرة، وخروجها من تلك الأمور التافهة الزائلة، لا يكون إلاّ بالالتجاء الى باب القيوم الباقي ـ وهو المنعم الحقيقي ـ بالتضرع والتوسل امامه مكتوف اليدين شاكراً حامداً لمحصّلة نِعَمه المتجمعة، مستعيناً به وحده، مع اظهار العجز امام جلاله وعظمته بالركوع، واعلان الذل والخضوع ـ باعجاب وتعظيم وهيام ـ بالسجود امام كماله الذي لا يزول، وأمام جماله الذي لا يحول.. وهذا هو اداء صلاة الظهر، فما اجملها، وما ألذَّها، وما أجدرها، وما أعظم ضرورتها!. ومن ثم فلا يحسبنّ الانسان نفسه انساناً إن كان لا يفهم هذا.
(وعند وقت العصر): الذي يذكّر بالموسم الحزين للخريف، وبالحالة المحزنة للشيخوخة، وبالايام الأليمة لآخر الزمان، وبوقت ظهور نتائج الاعمال اليومية. فهو فترة حصول المجموع الكلي الهائل للنعم الإلهية، أمثال التمتع بالصحة والتنعم بالعافية، والقيام بخدمات

لايوجد صوت