الكلمات | الكلمة التاسعة | 46
(45-55)

ولهذا ايضاً تُكرّر هذه الكلمات الطيبة الثلاث ثلاثاً وثلاثين مرة عقب الصلاة، وذلك للتأكيد على معنى الصلاة وترسيخه، اذ بهذه الكلمات الموجزة المجملة يؤكد معنى الصلاة ومغزاها.
 النكتة الثانية:
ان معنى العبادة هو سجودُ العبد بمحبة خالصة وبتقدير واعجاب في الحضرة الإلهية وامام كمال الربوبية والقدرة الصمدانية والرحمة الإلهية مشاهداً في نفسه تقصيرَه وعجزَه وفقرَه.
نعم، كما ان سلطنة الربوبية تتطلب العبودية والطاعة، فان قدسيتَها ونزاهتها تتطلب ايضاً أن يُعلن العبدُ ــ مع استغفاره برؤية تقصيره ـ أن ربّه منزّهٌ عن اي نقص، وانه مُتعالٍ على جميع أفكار أهل الـضلالة الباطلة، وانه مقدّس من جميع تقصيرات الكائنات ونقائصها. اي يعلن ذلك كله بتسبيحه، بقوله: سبحان الله.
وكذا قدرة الربوبية الكاملة تطلب من العبد ايضاً أن يلتجىء اليها، ويتوكل عليها لرؤيته ضعفَ نفسه الشديد وعجزَ المخلوقات قائلاً: (الله اكبر) باعجاب وتقدير واستحسان تجاه عظمة آثار القدرة الصمدانية، ماضياً الى الركوع بكل خضوع وخشوع.
وكذا رحمة الربوبية الواسعة تتطلب ايضاً ان يُظهر العبدُ حاجاته الخاصة وحاجات جميع المخلوقات وفقرها بلسان السؤال والدعاء، وان يعلن احسان ربه وألاءه العميمة بالشكر والثناء والحمد بقوله: (الحمد لله).
أي أن افعال واقوال الصلاة تتضمن هذه المعاني. ولأجل هذه المعاني فُرضت الصلاة من لدنه سبحانه وتعالى.
 النكتة الثالثة:
كما أن الانسان هو مثالٌ مصغّر لهذا العالم الكبير، وان سورة الفاتحة مثالٌ منوّر للقرآن العظيم، فالصلاة كذلك فهرس نوراني شامل

لايوجد صوت