الكلمات | الكلمة التاسعة | 48
(45-55)

الارض الميتة، وبوفاة حتى آثار الانسان المتوفى ودخولها تحت ستار النسيان، وبانسداد أبواب دار امتحان الدنيا نهائياً، ويعلن في ذلك كله تصرفات جلالية للقهار ذي الجلال.
اما وقت الليل: فانه يذكّر بالشتاء، وبالقبر، وبعالم البرزخ، فضلاً عن انه يذكّر روح الانسان بمدى حاجتها الى رحمة الرحمن.
أما التهجد في الليل: فانه يذكّر بـضرورته ضياء لليل القبر، ولظلمات عالم البرزخ، وينبّه ويذكّر بنعم غير متناهية للمنعم الحقيقي عبر هذه الانقلابات، ويعلن ايضاً عن مدى أهلية المنعم الحقيقي للحمد والثناء.
أما الصباح الثاني: فانه يذكّر بصباح الحشر. نعم، كما ان مجئ الصبح لهذا الليل، ومجئ الربيع لهذا الشتاء معقول وضروري وحتمي، فان مجئ صباح الحشر وربيع البرزخ هما بالقطعية والثبوت نفسيهما.
فكل وقت اذن ـ من هذه الاوقات الخمسة ـ بداية انقلاب عظيم، ويذكّر بانقلابات اخرى عظيمة، فهو يذكّر ايضاً بمعجزات القدرة الصمدانية وهدايا الرحمة الإلهية سواء منها السنوية أو العصرية أو الدهرية، باشارات تصرفاتها اليومية العظيمة.
أي ان الصلاة المفروضة التي هي وظيفة الفطرة واساس العبودية والدَّين المفروض، لائقة جداً ومناسبة جداً في ان تكون في هذه الاوقات حقاً.
 النكتة الخامسة:
ان الانسان بفطرته ضعيف جداً، ومع ذلك فما اكثر المنغصات التي تورثه الحزن والألم، وهو في الوقت نفسه عاجز جداً، مع ان اعداءه ومصائبه كثيرة جداً، وهو فقير جداً مع ان حاجاته كثيرة وشديدة، وهو كسول وبلا اقتدار مع ان تكاليف الحياة ثقيلة عليه، وانسانيته جعلته يرتبط بالكون جميعاً مع ان فراقَ ما يحبه وزوال ما

لايوجد صوت