الكلمات | الكلمة العاشرة | 70
(56-121)

مهام التدريب في هذا الميدان.. أما هذه الوظيفة فلا توافق هذا الميدان الموقت ولا تنسجم معه، بل هي للفوز بسعادة دائمة في مكان سامٍ عند الملك القدير.. أما الواجبات فهي كذلك لا يمكن ان تكون لقضاء ايام معدودة في دار الضيافة هذه، وانما هي لحياة أخرى سعيدة أبدية.. يتضح من الهوية بجلاء، ان صاحبها مهيأ لمكان أخر، بل يسعى نحو عالم آخر.
انظر الى هذه السجلات التي حدّدت فيها كيفية استعمال المعدّات والمسؤوليات المترتبة عليها، فان لم تكن هناك منزلة رفيعة خالدة غير هذا الميدان، فلا معنى لهذه الهوية المتقنة، ولا لهذا السجل المنتظم، ولسقط الضابط المحترم والقائد المكرم والرئيس الموقر الى درك هابط ولقي الشقاء والذلة والمهانة والنكبة والضعف والفقر.. وقس على هذا، فأينما انعمت النظر متأملاً قادك النظر والتدبر الى أن هناك بقاء بعد هذا الفناء..
فيا صديقي! ان هذه المملكة المؤقتة ما هي إلا بمثابة مزرعة، وميدان تعليم، وسُوق تجاري، فلابد ان تأتي بعدها محكمة كبرى وسعادة عظمى. فاذا انكرتَ هذا، فسوف تضطر الى انكار كل الهويات والسجلات التي يمتلكها الضابط، وكل تلك العُدد والاعتدة والتعليمات، بل تضطر الى انكار جميع الأنظمة في هذه المملكة، بل اِنكار وجود الدولة نفسها، وينبغي عند ذلك أن تكذّب جميع الاجراءات الحادثة. وعنده لا يمكن ان يُقال لك انك انسان له شعور. بل تكون اذ ذاك أشد حماقة من السوفسطائيين.
وإياك اِياك أن تظـن أن دلائـل واشـارات تبـديل المملكة منحصـرة في(اثنتي عشرة) صورة التي أوردناها، اذ ان هناك ما لايعد ولا يحصى من الامارات والادلة على أن هذه المملكة المتغيرة الزائلة تتحول الى اخرى مستقرة باقية، وهناك الكثير الكثير من الاشارات والعلامات تدل على أن هؤلاء الناس سينقلون من دار الضيافة المؤقتة الزائلة الى مقر السلطنة الدائمة الخالدة.
يا صاحبي! تعال لأقرر لك برهاناً اكثر قوة ووضوحاً من تلك البراهين الاثنى عشر التي انبأت عنها تلك الصور المتقدمة. تعال،

لايوجد صوت