الكلمات | الكلمة العاشرة | 72
(56-121)

المقدمة
نشير اشارات فحسب الى بعض المسائل التي أوضحناها في اماكن اخرى، أي في الكلمات الثانية والعشرين، والتاسعة عشرة، والسادسة والعشرين.
 الاشارة الأولى
هناك ثلاث حقائق للمغفل ولصديقه الناصح الأمين المذكورَين في الحكاية:
الاولى: هي نفسي الامارة وقلبي.
الثانية: متعلمو الفلسفة وتلاميذ القرآن الكريم.
الثالثة: ملة الكفر والامة الاسلامية.
ان عدم معرفة الله سبحانه وتعالى هو الذي أوقع متعلمي الفلسفة وملة الكفر والنفس الامارة في الضلالة الرهيبة. فمثلما قال الناصح الامين - في الحكاية - انه لا يمكن ان يكون حرف بلا كاتب، ولا قانون بلا حاكم، كذلك نقول:
انه محال ان يكون كتاب بلا كاتب، ولا سيما كتاب كهذا الذي تتضمن كل كلمة من كلماته كتاباً خُطّ بقلم دقيق، والذي تحت كل حرف من حروفه قصيدة دُبجت بقلم رفيع. وكذلك من أمحل المحال أن يكون هذا الكون من غير مبدع، حيث ان هذا الكون كتاب على نحو عظيم تتضمن كل صحيفة فيه كتباً كثيرة، لا بل كل كلمة منها كتاباً، وكل حرف منها قصيدةً.. فوجه الارض صحيفة، وما اكثر ما فيها من كتب! والشجرة كلمة واحدة، وما اكثر ما فيها من صحائف! والثمرة حرف، والبذرة نقطة.. وفي هذه النقطة فهرس الشجرة الباسقة وخطة عملها. فكتاب كهذا ما يكون الا من ابداع قلم صاحب قدرة متصف بالجمال والجلال والحكمة المطلقة. أي أن مجرد النظر الى العالَم ومشاهدته يستلزم هذا الايمان، الاّ مَنْ أسكَرته الضلالة!.

لايوجد صوت