بوسيلة ودليل يعرّفه؟
ام هل يمكن ان لا يطلب كمالٌ في غاية الجمال الاعلانَ عنه بوساطة يلفت الانظار اليه؟
أم هل يمكن ان لا تطلب سلطنةٌ كلية لربوبية عامة شاملة اعلان وحدانيتها وصمدانيتها على مختلف الطبقات بوساطة مبعوث ذي جناحين؟ أي ذي صفتين: صفة العبودية الكلية، فهو ممثل طبقات المخلوقات عند الحضرة الربانية. وصفة الرسالة والقرب اليه، فهو مُرسل من لدنه سبحانه الى العالمين كافة.
ام هل يمكن لصاحب جمال مطلق ان لا يروم ان يشهد هو ويُشهِد خلقه محاسن جماله ولطائف حسنه في مرايا تعكس هذا الجمال؟ أي بوساطة رسول حبيب؛ فهو حبيب لتودده الى الله سبحانه بعبوديته الخالصة، وهو رسول حبيب لأنه يحبب الله سبحانه الى الخلق باظهار جمال اسمائه الحسنى.
أم هل يمكن ان لا يريد مَن يملك خزائن مشحونة بأغلى الاشياء واعجبها وبما يدهش العقول، اظهارَ كماله المستتر. وان لا يطلب عرضه على انظار الخلق اجمعين، وكشفَه على مرأى منهم، بوساطة معرّف حاذق ومعلن وصّاف؟
أم هل يمكن لِمَن زيّن هذا الكون بمخلوقات معبّرة عن كمال اسمائه الحسنى، وجعله قصراً رائعاً، وجمّله ببدائع صنعته المذهلة، وعرضه على الأنظار، ثم لا يكل أمر ايضاحه الى مرشد معلم رائد؟.
أم هل يمكن ان لا يبيّن مالك هذا الكون بوساطة رسول: ما الغاية من تحولات هذا الكون وما القصد من هذا الطلسم المغلق؟ وان لا يجيب بوساطته عن ألغاز الاسئلة الثلاثة المستعصية في الموجودات، وهي: من أين؟ والى أين؟ ومن تكون؟
ام هل يمكن للخالق ذي الجلال الذي عرّف نفسه الى ذوي الشعور بهذه المخلوقات الجميلة، وحبّبها اليهم بنعمه الغالية، أن لا يبيّن لهم بوساطة رسول ما يريد منهم وما يرضيه ازاء هذه النعم السابغة؟