الكلمات | الكلمة العاشرة | 78
(56-121)

والعبودية، ولا يعاقِب أهل الضلالة الذين قابلوا تلك المقاصد بالرفض والاستخفاف..؟!

الحقيقة الثانية
باب الكرم والرحمة
وهو تجلي اسم (الكريم والرَّحيم)
أمن الممكن لربّ هذا العالم ومالكه الذي أظهر بآثاره كرماً بلا نهاية، ورحمة بلا نهاية، وعزة بلا نهاية، وغيرة بلا نهاية، ان لا يقدّر مثوبة تليق بكرمه ورحمته للمحسنين، ولا يقرر عقوبة تناسب عزته وغيرته للمسيئين؟.. فلو أنعم الانسان النظر في سير الحوادث ابتداءً من أضعف كائن حيّ وأشده عجزاً (1) وانتهاءً بأقوى كائن، لوجد ان كل كائن يأتيه رزقه رغداً من كل مكان، بل يَمنح سبحانه أضعفَهم وأشدّهم عجزاً ألطف الارزاق وأحسنها، ويسعف كل مريض بما يداويه.. وهكذا يجد كل ذي حاجة حاجته من حيث لا يحتسب.. فهذه الضيافة الفاخرة الكريمة، والاغداق المستمر، والكرم السامي، تدلّنا بداهة، ان يداً كريمة خالدة هي التي تعمل وتدير الامور.
فمثلاً: ان اكــساء الأشجــار جمـيعاً بحلل شبيـهة بالسـندس الخـضر - كأنها حور الجنة - وتزيينَها بمرصعات الازهار الجميلة والثمار اللطيفة، وتسخيرَها لخدمتنا بانتاجها ألطف الاثمار المتنوعة وألذها في نهايات اغصانها التي هي أيديها اللطيفة.. وتمكيننا من جني العسل اللذيذ - الذي فيه شفاء للناس - من حشرة سامة.. واِلباسَنا أجمل ثياب وألينها مما تحوكه حشرة بلا يد.. وادّخار خزينة رحمة عظيمة  

(1) ان الدليل القاطع على أن الرزق الحلال يُعطى حسب الافتقار، ولا يؤخذ بقوة الكائن وقدرته، هو: سعة معيشة الصغار الذين لا طاقة لهم ولا حول وضيق معيشة الحيوانات المفترسة، وبدانة الاسماك البليدة وهزال الثعالب والقردة ذوي الذكاء والحيل. فالرزق اذن يأتي متناسباً عكسياً مع الاختيار والقدرة، أي: كلما اعتمد الكائن على ارادته ابتلي بضيق المعيشة وتكاليفها ابتلاء اكثر.ـ المؤلف.

لايوجد صوت