الكلمات | الكلمة العاشرة | 76
(56-121)

ام هل يمكن للخالق الذي ابتلى النوع الانساني باختلاف المشاعر والاتجاهات، وهيأ استعداده للعبودية التامة الكلية، أن لا يطلب توجيه انظار هذا النوع من الكثرة الى التوحيد بوساطة مرشد مرسل؟
وهكذا فان هناك دلائل اخرى زيادة على ما تقدم، كلها براهين قاطعة تبين: (وظائف النبوة ومهامها)، وتوضّح: ان الالوهية لا تكون بلا رسالة.
والآن، فهل ظهر في العالم مَن هو اكثر اهلية، واجمع لتلك الاوصاف والوظائف التي ذكرت، من محمد الهاشمي y ؟ ام هل هناك احد أليق منه y لمنصب الرسالة ومهمة التبليغ؟ وهل اظهر الزمان احداً اعظم أهلية منه؟ كلا. ثم كلا.. فهو امام جميع المرسلين، وقرة عين كل الاصفياء، وسلطان جميع المرشدين، وزبدة كل المختارين والمقربين، صاحب الوف المعجزات كشق القمر، ونبعان الماء من بين اصابعه الشريفة، مما عدا دلائل نبوته واماراتها التي لا تحصى، مما هو محل اجماع اهل الفضل والعلم، وعدا القرآن العظيم الذي هو بحر الحقائق والمعجزة الكبرى، اذ انه كالشمس الساطعة دليل قاطع على صدق رسالته.. ولقد اثبتنا اعجاز القرآن بما يقرب من أربعين وجهاً من وجوه الاعجاز في (رسائل النور) ولاسيما في (الكلمة الخامسة والعشرين).
 الاشارة الثالثة
لا يخطرنّ على بال أحد ويقول: ما أهمية هذا الانسان الصغير وما قيمته حتى تنتهي هذه الدنيا العظيمة وتفتح دنيا اخرى لمحاسبته على اعماله!
لأن هذا الانسان، هو سيد الموجودات رغم انه صغير جداً، لما يملك من فطرة جامعة شاملة.. فهو قائد الموجودات،و الداعي الى سلطان الوهية الله، والممثل للعبودية الكلية الشاملة ومظهرها، لذا فان له اهمية عظمى.
ولا يخطرن على البال كذلك: كيف يكون هذا الانسان محكوماً بعذاب أبدي، مع أن له عمراً قصيراً جداً؟.
لأن الكفر جريمة كبرى، وجناية لا حدود لها، حيث انه يهبط

لايوجد صوت