بقيمة الكائنات ودرجتها - التي توازي قيمة مكاتيب صمدانية ودرجتها - الى هاوية العبث، ويوهم عدم وجود الغاية من ايجادها.. انه تحقير بيّن للكائنات كلها وانكارٌ لما يشاهد من انوار الاسماء الحسنى كلها، وانكار آثارها في هذه الموجودات، ومن ثم فانه تكذيب ما لا يحصى من الادلة الدالة على حقيقة وجود ذات الحق سبحانه وتعالى، وكل هذا جناية لا حدود لها، والجناية التي لا حدود لها توجب عذاباً غير محدد بحدود.
الاشارة الرابعة
لقد رأينا في الحكاية بصورها الاثنتي عشرة:
انه لا يمكن بوجه من الوجوه أن تكون لسلطان عظيم مملكة مؤقتة - كأنها دار ضيافة - ثم لا تكون له مملكة اخرى دائمة مستقرة، ولائقة لأبهته وعظمته ومقام سلطنته السامية.
كذلك لا يمكن بوجه من الوجوه أن لا ينشئ الخالق الباقي سبحانه عالماً باقياً بعد أن أوجد هذا العالم الفاني.
ولا يمكن ايضاً ان يخلق الصانع السرمدي هذه الكائنات البديعة الزائلة، ولا ينشئ كائنات أخرى دائمة مستقرة.
ولا يمكن ايضاً ان يخلق الفاطر الحكيم القدير الرحيم هذا العالم الذي هو بحكم المعرض العام وميدان الامتحان والمزرعة الوقتية ثم لا يخلق الدار الآخرة التي تكشف عن غاياته وتظهر اهدافه!
ان هذه الحقيقة يتم الدخول فيها من (اثنى عشر باباً). وتفتح تلك الابواب بـ (اثنتي عشرة حقيقة)، نبدأ بأقصرها وأبسطها.
الحقيقة الأولى
باب الربوبية والسلطنة
وهو تجلي اسم (الرَّب)
أمن الممكن لـمَن له شأن الربوبية وسلطنة الالوهية، فأوجد كوناً بديعاً كهذا الكون؛ لغايات سامية ولمقاصد جليلة، اظهاراً لكماله،ثم لا يكون لديه ثواب للمؤمنين الذين قابلوا تلك الغايات والمقاصد بالايمان