المستور عنا الشئ الكثير من الامور الخارقة.
فيا أيها المغفل! انك تقول: (كيف يمكن ان تدمّر هذه المملكة العظيمة وتعمّر من جديد في مكان آخر؟).
فها هو ذا أمامك ما لا يقبله عقلك من تقلبات كثيرة وتبدلات مذهلة، فهذه السرعة في الاجتماع والافتراق، وهذا التبدل والتغير، وهذا البناء والهدم.. كلها تنبىء عن مقصد، وتنطوي على غاية، اذ يُصرف لأجل اجتماع في ساعة واحدة ما ينفق لعشر سنوات ! فهذه الاوضاع اذن ليست مقصودة لذاتها، بل هي أمثلة ونماذج للعرض هنا. فالسلطان يُنهي اعماله على وجه الاعجاز، كي تؤخذ صورها، وتُحفظ نتائجها وتُسجل كما تُسجل وتُحفظ كل ما في ميدان المناورات العسكرية. فالأمور والمعاملات اذن ستجري في الاجتماع الاكبر وتستمر وفق ما كانت هنا. وستعرض تلك الامور عرضاً مستمراً في المشهد الاعظم والمعرض الاكبر. أي ان هذه الاوضاع الزائلة تنتج ثماراً باقية وتولّد صوراً خالدة هناك.
فالمقصود من هذه الاحتفالات اذن هو بلوغ سعادة عظمى، ومحكمة كبرى، وغايات سامية مستورة عنا.