الكلمات | الكلمة العاشرة | 65
(56-121)

المطيعين منكم، ولأزجنّ العصاة في السجن، ولأدمرنّ ذلك المكان الموقت، ولأنشأن مملكة اخرى فيها قصور خالدة وسجون دائمة.. علماً ان ما قطعه على نفسه من وعد، هين عليه تنفيذه، وهو بالغ الأهمية لرعاياه. أما اِخلاف الوعد فهو منافٍ كلياً لعزته وقدرته.
فانظر ايها الغافل: اِنك تصدق اكاذيب أوهامك، وهذيان عقلك، وخداع نفسِك، ولا تصدّق مَن لا يحتاج الى مخالفة الوعد قطعاً، ومَن لا تليق المخالفة بغيرته وعزته اصلاً، ومَن تشهد الامور كافة على صدقه.. انك تستحق العقاب العظيم بلاشك، اذ إن مَثلكَ في هذا مثل المسافر الذي يغمض عينيه عن ضوء الشمس، ويسترشد بخياله، ويريد ان ينير طريقه المخيف ببصيص عقله الذي لا يضئ الا كضياء اليراعة (ذباب الليل).
وحيث انه قد وعد، فسيفي بوعده حتماً، لأن وفاءه سهل عليه وهين، وهو من مقتضيات سلطنته، وهو ضروري جداً، لنا ولكل شئ.
اذن هناك محكمة كبرى وسعادة عظمى.
 الصورة التاسعة
تعال، لننظر الى رؤساء(1) من هذه الدوائر، قسم منهم يمكنهم الاتصال بالسلطان العظيم مباشرة، بهاتف خاص. بل لقد ارتقى قسم آخر وسما الى ديوان قدسه.. تأمل ماذا يقول هؤلاء؟ انهم يخبروننا جميعاً ان السلطان قد أعدّ مكاناً فخماً رائعاً لمكافأة المحسنين وآخر رهيباً لمعاقبة المسيئين. وانه يَعِد وعداً قوياً ويُوعِد وعيداً شديداً، وهو أجلّ وأعزّ من أن يذلّ الى خلاف ما وعد وتوعد. علماً بأن اخبار المخبرين قد وصلت من الكثرة الى حد التواتر ومن القوة الى درجة الاتفاق والاجماع فهم يبلغوننا جميعاً: بأن مقر هذه السلطنة العظيمة

(1) ان المعاني التي تثبتها هذه الاشارة ستظهر في (الحقيقة الثامنة) فمثلاً: أن رؤوساء الدوائر في هذا المثال ترمز الى الانبياء والاولياء. أما الهاتف فهو نسبة ربانية مممتدة من القلب الذي هو مرآة الوحي ومظهر الالهام وبمثابة بداية ذلك الهاتف وسماعته. ــ المؤلف.

لايوجد صوت