الكلمات | الكلمة العاشرةالمقدمة | 133
(122-135)

للايمان بالله؛ وذلك: كي تتحقق اهمية الارض ومركزيتها، وأهمية الانسانية ومكانتها.. ولكي تتقرر عدالة رب الارض والانسان وحكمته ورحمته وسلطانه.. ولكي ينجو الاولياء والاحبّاء الحقيقيون والمشتاقون الى الرب الباقي من الفناء والاعدام الأبدي.. ولكي يرى اعظمُهم وأحبّهم وأعزّهم ثوابَ عمله، ونتائج خدماته الجليلة التي جعلت الكائنات في امتنان ورضى دائمين.. ولكي يتقدس كمال السلطان السرمدي من النقص والتقصير، وتتنزّه قدرتُه من العجز، وتبرأ حكمتُه من السفاهة، وتتعالى عدالته عن الظلم.
والخلاصة: ما دام الله جل جلاله موجوداً فان الآخرة لا ريب فيها مطلقاً.
وكما تثبت الاركان الايمانية الثلاثة - المذكورة آنفاً - الحشرَ بجميع دلائلها وتشهد عليه. كذلك يستلزم الركنان الايمانيان (وبملئكته، وبالقدر خيره وشره من الله تعالى) أيضاً الحشرَ، ويشهدان شهادة قوية على العالم الباقي ويدلان عليه على النحو الآتي:
ان جميع الدلائل والمشاهدات والمكالمات الدالة على وجود الملائكة ووظائف عبوديتهم، هي بدورها دلائل على وجود عالم الأرواح وعالم الغيب وعالم البقاء وعالم الآخرة ودار السعادة والجنة والنار اللتين ستعمران بالجن والانس، لان الملائكة يمكنهم - بإذن إلهي - ان يشاهدوا هذه العوالم ويدخلوها، لذا فالملائكة المقربون يخبرون بالاتفاق - كجبريل عليه السلام الذي قابل البشر - بوجود تلك العوالم المذكورة وتجوالهم فيها. فكما اننا نعلم بديهة وجود قارة امريكا التي لم نرها من كلام القادمين منها، كذلك يكون الايمان بديهة بما اخبرت به الملائكة - وهو بقوة مائة تواتر - عن وجود عالم البقاء ودار الآخرة والجنة والنار... وهكذا نؤمن ونصدق.
وكذلك الدلائل التي تثبت (الايمان بالقدر) - كما جاءت في رسالة القدر (الكلمة السادسة والعشرين) هي بدورها دلائل على الحشر ونشر الصحف وموازنة الاعمال عند الميزان الاكبر، ذلك لأن ما

لايوجد صوت