الكلمات | الكلمة العاشرةالمقدمة | 132
(122-135)

هؤلاء المحبوبين إمامَهم ورمزَ فخرهم واعتزازهم، ألا وهو محمد y . فنوّر بنوره نصف الكرة الأرضية ذات الأهمية، وخُمس البشرية ذوي الأهمية، طوال قرون عدة، حتى كأن الكائنات قد خُلقت لأجله، لبروز غاياتها جمـيعاً به، وظهورهـا بالدين الـذي بُعث به، وانجلائها بالقرآن الـذي اُنزل عليه. فبينما يستــحق أن يكافأ على خدماته الجليلة غير المحدودة بعمرٍ مديد غيـر محدود وهو أهـلٌ له، اِلاّ أنه قضى عمراً قصيراً وهو ثلاث وستون سنة في مجاهدة ونصَب وتعب! فهل يمكن، وهلٌ يعقل مطلقاً، وهل هناك أي احتمال ألاّ يُبـعَث هو وأمــثــاله وأحبـاؤه معاً؟! وألاّ يــكون الآن حياً بروحه؟! وان يفنى نهائياً ويصير الى العدم؟ كلا.. ثم كلا.. وحاشاه ألف ألف مرة. نعم، ان الكون وجميع حقائق العالم يدعو الى بعثه ويريده ويطلب من رب الكون حياتَه.
ولقد بيّنتْ رسالة (الآية الكبرى) وهي الشعاع السابع واثبتت بثلاثة وثلاثين اجماعاً عظيماً، كل منه كالجبل الأشم في قوة حجّته، بأن هذا الكون لم يصدر اِلاّ من يد واحدٍ أحد، وليس ملكاً اِلا لواحد احد. فاظهرت التوحيد - بتلك البراهين والمراتب بداهةً - انه محور الكمال الآلهي وقطبه. وبيّنت أنه بالوحدة والأحدية يتحول جميعُ الكون بمثابة جنودٍ مستنفرين لذلك الواحد الاحد، وموظفين مسخّرين له. وبمجئ الآخرة ووجودها تتحقق كمالاته وتصان من السقوط وتسود عدالته المطلقة، وتنجو من الظلم، وتُنزّه حكمته العامة وتبرأ من العبث والسفاهة، وتأخذ رحمتُه الواسعة مداها، وتُنقذ من التعذيب المشين. وتبدو عزته وقدرته المطلقتان وتُنقَذان من العجز الذليل. وتتقدّس كل صفة من صفاته سبحانه وتتجلى منزّهة جليلة.
فلابد ولا ريب مطلقاً أن القيامة ستقوم، وان الحشر والنشور سيحدث، وان أبواب دار الثواب والعقاب ستُفتح، بمقتضى ما في حقائق هذه الفقرات الثمانية المذكورة المبتدئة بـ (ما دام) التي هي مسألة دقيقة ونكتة ذات مغزى لطيف من بين مئات النكات الدقيقة

لايوجد صوت