الكلمات | الكلمة العاشرة القطعة الثانية | 136
(136-143)

القطعة الثانية
من الذيل
هي المقام الاول من تسعة مقامات لطبقات البراهين التسع التي تدور حول الحشر والتي أشارت اليها باعجاز الآية الكريمة الآتية:
﴿فَسبحانَ الله حين تُمسون وحين تُصبحون  وله الحمدُ في السموات والارض وَعَشياً وحين تُظهرون يُخرج الحيَّ من الميتِ ويُخرج الميتَ من الحي ويُحيي الارضَ بعد موتها وكذلك تخرجون﴾(الروم: 17 - 19)
سيُبيَّن - ان شاء الله - ما اظهرته هذه الآيات الكريمة من البرهان الباهر والحجة القاطعة للحشر(1).
ولقد بيّنت في الخاصة الثامنة والعشرين من الحياة، ان الحياة تثبت اركان الايمان الستة، وتتوجه نحوها وتشير الى تحقيقها.
نعم! فما دامت (الحياة) هي حكمة خلق الكائنات، واهم نتيجتها وجوهرها، فلا تنحصر تلك الحقيقة السامية في هذه الحياة الدنيا الفانية القصيرة الناقصة المؤلمة، بل أن الخواص التسع والعشرين للحياة وعظمة ماهيتها، وما يُفهم من غاية شجرتها ونتيجتها، وثمرتها الجديرة بعظمة تلك الشجرة، ما هي اِلاّ الحياة الأبدية والحياة الآخرة والحياة الحية بحجرها وترابها وشجرها في دار السعادة الخالدة. والاّ يلزم ان تظل شجرة الحياة المجهَّزة بهذه الأجهزة الغزيرة المتنوعة في ذوي الشعور - ولا سيما الانسان - دون ثمر ولا فائدة ولا حقيقة، ولظل الانسان تعساً وشقياً وذليلاً وأحط من العصفور بعشرين درجة، بالنسبة لسعادة الحياة، مع أنه أسمىمخلوق وأكرم ذوي الحياة وارفع

(1) لم يكتب هذا المقام بعدُ. وحيث ان مسألة (الحياة) وقضيتها لها علاقة مع الحشر، فقد أُدرجت هنا. وفي ختام هذه المسألة اشارات الحياة الى الركن الايماني (القَدَر)، وهي مسألة دقيقة جداً وعميقة.ــ المؤلف.

لايوجد صوت