الكلمات | الكلمة العاشرة القطعة الثانية | 139
(136-143)

(يا حي) - ما هي اِلاّ شهادات واشارات للحياة السرمدية ولوجوب وجود الحي القيوم سبحانه وتعالى.
وكذا، فان جميع الدلائل التي تشهد على العلم الإلهي الذي تُشاهَد آثاره من تنظيم الموجودات، وجميع البراهين التي تثبت القدرة المتصرفة في الكون، وجميع الحجج التي تثبت الارادة والمشيئة المهيمنة على ادارة الكون وتنظيمه، وجميع العلامات والمعجزات التي تثبت الرسالات التي هي مدار الكلام الرباني والوحي الإلهي.. جميع هذه الدلائل التي تشهد وتدلّ على الصفات الإلهية السبع الجليلة، تدل وتشهد أيضاً بالاتفاق على حياة (الحي القيوم) سبحانه؛ لأنه لو وجدت الرؤية في شئ فلابد أن له حياة أيضاً، ولو كان له سمع فذلك علامة الحياة، ولو وجد الكلام فهو اشارة الى وجود الحياة، ولو كان هناك الاختيار والارادة فتلك مظاهر الحياة.. وهكذا فان جميع دلائل الصفات الجليلة التي تشاهد آثارها ويُعلم بداهة وجودها الحقيقي، أمثال القدرة المطلقة، والارادة الشاملة، والعلم المحيط، تدل على حياة (الحي القيوم) ووجوب وجوده، وتشهد على حياته السرمدية التي نوّرت بشعاعٍ منها جميعَ الكون وأحيَت بتجلٍ منها الدار الآخرة كلها بذراتها معاً..
* * *
والحياة كذلك تنظر وتدل على الركن الايماني (الايمان بالملائكة) وتثبته رمزاً.
اذ ما دامت الحياة هي أهم نتيجةٍ للكون، وان ذوي الحياة لنفاستهم هم اكثر انتشاراً وتكاثراً، وهم الذين يتتابعون الى دار ضيافة الارض قافلة إثر قافلة، فتعمّر بهم وتبتهج. وما دامت الكرة الأرضية هي محط هذا السيل من ذوي الحياة، فتملأ وتخلى بحكمة التجديد والتكاثر باستمرار، ويُخلق في أخس الاشياء والعفونات ذوو حياة بغزارة، حتى اصبحت الكرة الأرضية معرضاً عاماً للاحياء.. وما دام يُخلق بكثرة هائلة على الأرض أصفى خلاصة لترشح الحياة وهو الشعور

لايوجد صوت