الكلمات | الكلمة العاشرة القطعة الثانية | 140
(136-143)

والعقل والروح اللطيفة ذات الجوهر الثابت، فكأن الأرض تحيا وتتجمل بالحياة والعقل والشعور والارواح.. فلا يمكن ان تكون الاجرام السماوية التي هي اكثر لطافة واكثر نوراً وأعظم أهمية من الارض جامدة بلا حياة وبلا شعور. فالذين سيعمّرون السماوات اذن يعمرونها ويبهجون الشموس والنجوم، ويهبون لها الحيوية، ويمثلون نتيجة خلق السماوات وثمرتها، والذين سيتشرفون بالخطابات السبحانية، هم ذوو شعور وذوو حياة من سكان السموات وأهاليها المتلائمين معها حيث يوجدون هناك بسرّ الحياة، وهم الملائكة.
* * *
وكذلك ينظر سر الحياة وماهيتها ويتوجه الى (الايمان بالرسل) ويثبته رمزاً.
نعم! ما دام الكون قد خُلق لأجل الحيـاة، وان الحيــاة هــي اعظـم تجل واكمل نقش وأجمل صنعة للحي القيوم جـلّ جلاله، وما دامت حياته الســرمدية الخـالدة تظهر وتكشف عن نفسها بارسال الرســل وانـزال الكتب. اِذ لو لم تكن هناك (رسل) ولا (كتب) لما عُرفت تلك الحياة الازلية، فكما ان تكلم الفرد يبين حيويته وحياته كذلك الانبياء والرسل عليهم السلام والكتب المنزلة عليهم، يبـيـنون ويدلون على ذلك المتكلم الحي الذي يأمر وينهى بكلماته وخطاباته من وراء الغيب المحجوب وراء ستار الكون. فلابد ان الحياة التي في الكون تدل دلالة قاطعة على (الحي الازلي) سبحانه وتعالى وعلى وجوب وجوده،كما أن شعاعات الحياة الازلية كذلك وتجلياتها تنظر وتتوجه الى مالها ارتباطات وعلاقات معها من اركان الايمان مثل (ارسال الرسل) و (انزال الكتب) وتثبتهما رمزاً، ولا سيما (الرسالة المحمدية) و (الوحي القرآني). اذ يصح القول: انهما ثابتان قاطعان كقطعية ثبوت الحياة، حيث انهما بمثابة روح الحياة وعقلها.
نعم، كما ان الحياة هي خلاصة مترشحة من هذا الكون، والشعور والحس مترشحان من الحياة، فهما خلاصتها، والعقل مترشح من

لايوجد صوت