يرعى الجيش الجرار الموالي له !! وكمن يرى الذرة ولا يرى الشمس! أو كمن يسمع طنين الذباب ولا يسمع رعود السماء! حاشَ لله مائة ألف مرة حاشَ لله.
وهل يقبل العقل - بوجه من الاوجه - ان القدير الحكيم ذا الرحمة الواسعة وذا المحبة الفائقة وذا الرأفة الشاملة والذي يحب صنعته كثيراً، ويحبّب نفسه بها الى مخلوقاته وهو أشد حباً لمن يحبونه، فهل يعقل ان يُفني حياة مَن هو اكثر حباً له، وهو المحبوب، وأهلٌ للحب، وعابدٌ لخالقه فطرةً؟ ويُفني كذلك لب الحياة وجوهرها وهو الروح، بالموت الأبدي والاعدام النهائي!! ويولّد جفوة بينه وبين محبيه ويؤلمهم أشد الايلام! فيجعل سر رحمته ونور محبته معرّضاً للانكار! حاشَ لله ألف مرة حاش للّه... فالجمال المطلق الذي زيّن بتجليه هذا الكون وجمّله، والرحمة المطلقة التي أبهجت المخلوقات قاطبة وزيّنتها، لاشك انهما منزّهتان ومقدستان بلا نهاية ولا حد عن هذه القساوة وعن هذا القبح المطلق والظلم المطلق.
النتيجة:
ما دامت في الدنيا حياة، فلابد ان الذين يفهمون سر الحياة من البشر، ولا يسيئون استعمال حياتهم، يكونون اهلاً لحياة باقية، في دار باقية وفي جنة باقية... آمنا.
* * *
ثم، ان تلألؤ المواد اللماعة على سطح الارض، وتلمّع الفقاعات والحباب والزبد على سطح البحر، ثم انطفاء ذلك التلألؤ والبريق بزوال الفقاعات ولمعان التي تعقبها كأنها مرايا لشُميسات خيالية يظهر لنا بداهة ان تلك اللمعات ما هي اِلاّ تجلي انعكاس شمسٍ واحدة عالية. وتذكر بمختلف الالسنة وجود الشمس، وتشير اليها بأصابع من نور.. وكذلك الامر في تلألؤ ذوي الحياة على سطح الارض وفي البحر، بالقدرة الإلهية وبتجلّى اسم (المحيي) للحي القيوم جلّ جلاله، واختفائها وراء ستار الغيب لفسح المجال للذي يخلفها - بعد أن ردّدت