الكلمات | الكلمة العاشرة القطعة الثالثة | 147
(144-153)

العليم كيف سيجمع بصيحة واحدة من بوق اسرافيل جميع الذرات الاساس والاجزاء الاصلية من الجنود المتعارفين تحت لواء فرقة الجسد ونظامها؟! وهل يمكن ان يُستبعد هذا منه؟ أوَ ليس استبعاده بلاهة وجنوناً؟
وكذلك فان القرآن الكريم قد يذكر من افعال الله الدنيوية العجيبة والبديعة كي يعدّ الاذهان للتصديق ويحضر القلوب للايمان بافعاله المعجزة في الآخرة. أو أنه يصوّر الافعال الإلهية العجيبة التي ستحدث في المستقبل والآخرة بشكل نقنع ونطمئن اليه بما نشاهده من نظائرها العديدة. فمثلاً.
﴿اَوَلَمْ يَرَ الاِنْسانُ اَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَاِذَا هُوَ خَصيمٌ مُبينٌ﴾الى آخر سورة (يس).. هنا في قضية الحشر، يثبت القرآن الكريم ويسوق البراهين عليها، بسبع أو ثماني صور مختلفة متنوعة.
انه يقدّم النشأة الاولى اولاً، ويعرضها للانظار قائلاً: انكم ترون نشأتكم من النطفة الى العلقة ومن العلقة الى المضغة ومن المضغة الى خلق الانسان، فكيف تنكرون اذن النشأة الاخرى التي هي مثل هذا بل أهون منه؟.. ثم يشير بـ ﴿اَلّذى جَعَلَ لكم مِنَ الشَّجَرِ الاَخْـضَرِ نَاراً ﴾(يس:80) الى تلك الآلاء وذلك الاحسان والانعام الذي انعمه الحق سبحانه على الانسان، فالذي ينعم عليكم مثل هذه النعم، لن يترككم سدى ولاعبثاً، لتدخلوا القبر وتناموا دون قيام.. ثم انه يقول رمزاً : انكم ترون احياء واخضرار الاشجار الميتة، فكيف تستبعدون اكتساب العظام الشبيهة بالحطب للحياة ولا تقيسون عليها؟.. ثم هل يمكن ان يعجز مَن خلق السماوات والارض عن اِحياء الانسان واماتته وهو ثمرة السموات والارض، وهل يمكن لمن يدير أمر الشجرة ويرعاها ان يهمل ثمرتها ويتركها للآخرين؟! فهل تظنون أن يُترك للعبث (شجرة الخلقة) التي عجنت جميع اجزائها بالحكمة، ويهمل ثمرتها ونتيجتها؟.. وهكذا فان الذي سيحييكم في الحشر هو مَن بيده مقاليد

لايوجد صوت