الكلمات | الكلمة العاشرة القطعة الثالثة | 148
(144-153)

السموات والارض، وتخضع له الكائنات خضوع الجنود المطيعين لأمره فيسخرهم بأمر(كن فيكون) تسخيراً كاملاً.. ومَن عنده خلق الربيع يسير وهيّن كخلق زهرة واحدة، وايجاد جميع الحيوانات سهل على قدرته كايجاد ذبابة واحدة. فلا ولن يُسأل للتعجيز صاحب هذه القدرة: ﴿مَنْ يُحيْىِ الْعِظَامََ﴾؟
ثم انه بعبارة ﴿فَسُبْحَانَ الَّذى بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِ شَيْء﴾ (يس:83) يبين انه سبحانه بيده مقاليد كل شئ، وعنده مفاتيح كل شئ، يقلب الليل والنهار، والشتاء والصيف بكل سهولة ويسر كأنها صفحات كتاب، والدنيا والآخرة هما عنده كمنزلين يغلق هذا ويفتح ذاك. فما دام الأمر هكذا فان نتيجة جميع الدلائل هي: ﴿واَلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾أي انه يحييكم من القبر، ويسوقكم الى الحشر، ويوفي حسابكم عند ديوانه المقدس.
وهكذا ترى ان هذه الآيات قد هيأت الاذهان، واحضرت القلوب لقبول قضية الحشر، بما أظهرت نظائرها بافعال في الدنيا.
هذا وقد يذكر القرآن ايضاً افعالاً اخروية بشكل يحسس ويشير الى نظائرها الدنيوية، ليمنع الانكار والاستبعاد فمثلاً:
بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيم
﴿اِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَت وَاِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَت وَاِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتوَاِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَت  وَاِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَت  وَاِذَا الْبِحَارُ سُجِرَت وَاِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَت  وَاِذَا المَوْؤُدَةُ سُئِلَت  بِاَىِّ ذَنْبٍ قُتِلَت  وَاذَِا الصُّحُفُ نُشِرَت وَاِذَا السَّمآءُ كُشِطَت  وَاِذَا الْجَحيمُ سُعِّرَت وَاِذَا الْجَنَّةُ اُزْلِفَت  عَلِمَتْ نَفْسٌ مَآ اَحْضَرَت﴾ الى اخر السورة
بِسْم الله الرَّحْمنِ الرَّحيم
﴿اِذَا السَّمَآءُ اْنفَطَرَت وَاِذَا الْكَواكِبُ اْنَتَثَرَت  وَاِذَا البِحَارُ فُجِرَت  وَاِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَت عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَاَخَّرَتْ﴾ الى آخر السورة

لايوجد صوت