فهو مثال رائع ساطع فوق أنه يومئ الى نظيره ومثيله في الدنيا:
اولاً: ان الله سبحانه وتعالى قد رفع ستائر العدم والاثير والسماء، عن جوهرة الشمس التي تضئ الدنيا كالمصباح، فأخرجها من خزينة رحمته واظهرها الى الدنيا. وسيلفّ تلك الجوهرة بأغلفتها عندما تنتهي هذه الدنيا وتنسد أبوابها.
ثانياً: ان الشمس موظفة ومأمورة بنشر غلالات الضوء في الاسحار ولفّها في الأماسي، وهكذا يتناوب الليل والنهار عل هامة الارض، وهي تجمع متاعها مقللة من تعاملها، أو قد يكون القمر - الى حدٍ ما - نقابا لأخذها وعطائها ذلك. أي كما ان هذه الموظفة تجمع متاعها وتطوي دفاتر اعمالها بهذه الاسباب فلابد من أن يأتي يوم تعفى من مهامها، وتفصل من وظيفتها، حتى ان لم يكن هناك سبب للاعفاء والعزل. ولعلّ توسع ما يشاهده الفلكيون على وجهها من البقعتين الصغيرتين الآن اللتين تتوسعان وتتضخمان رويداً رويداً، تسترجع الشمس - بهذا التوسع - وبأمر رباني ما لفّته ونشرته على رأس الارض باذن إلهي من الضوء، فتلف به نفسها. فيقول ربّ العزة: الى هنا انتهت مهمتك مع الارض، فهيّا الى جهنم لتحرقي الذين عبدوك وأهانوا موظفة مسخرة مثلك وحقروها متهمين اِياها بالخيانة وعدم الوفاء.
بهذا تقرأ الشمسُ الامرَ الرباني ﴿اِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ﴾على وجهها المبقع.
القطعة الخامسة
من الذيل
ان اخبار مائة واربعة وعشرين ألفاً من المصطفين الاخيار وهم