الكلمات | الكلمة الحادية عشرة | 154
(154-168)

الكلمة الحادية عشرة
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿والشمسِ وضُحاها والقمرِ اذا تلاها  والنهارِ اذا جلاّها  واليّل اذا يَغْشَاها والسماِء ومَا بناها  والارضِ وما طَحاها  ونفسٍ وما سوَّاها..﴾ (الشمس:1ـ7)
ايها الأخ ! ان شئت أن تفهم شيئاً من اسرار حكمة العالم وطلسمه، ولغز خلق الانسان، ورموز حقيقة الصلاة، فتأمل معي في هذه الحكاية التمثيلية القصيرة.
كان في زمان ما سلطان له ثروات طائلة وخزائن هائلة تحوي جميع أنواع الجواهر والألماس والزمرد، مع كنوز خفية اخرى عجيبة جداً. وكان صاحب علمٍ واسع جداً، واحاطة تامة، واطلاع شامل على العلوم البديعة التي لاتحد، مع مهارات فائقة وبدائع الصنعة.
وحيث ان كل ذي جمال وكمالٍ يحب أن يشهَد ويُشاهِد جمالَه وكمالَه، كذلك هذا السلطان العظيم، أراد أن يفتح معرضاً هائلاً لعرض مصنوعاته الدقيقة كي يُلفت أنظار رعيته الى أبهة سلطنته، وعظمة ثروته ويُظهِر لهم من خوارق صنعته الدقيقة وعجائب معرفته وغرائبها، ليشاهِد جمالَه وكمالَه المعنويين على وجهين:
الاول: أن يرى بالذات معروضاته بنظره البصير الثاقب الدقيق.
والثاني: ان يراها بنظر غيره.
ولأجل هذه الحكمة بدأ هذا السلطان بتشييد قصر فخم شامخ جداً، وقسّمه بشكل بارع الى منازل ودوائر مزيّناً كلَّ قسمٍ بمرصعات خزائنه المتنوعة، وجمّله بما عملت يداه من ألطف آثار ابداعه

لايوجد صوت