الكلمات | الكلمة الحادية عشرة | 156
(154-168)

وأنه يتودد اليكم ويريكم محبته بما يسبغه عليكم من آلائه ونعمه وأفضاله فأحبوه بحسن اصغائكم لأوامره وبطاعتكم اياه.
وانه يظهر لكم شفقته ورحمته بهذا الاكرام والاغداق من النعم فعظّموه أنتم بالشكر.
وانه يريد أن يظهر لكم جماله المعنوي بآثار كماله في هذه المصنوعات الجميلة الكاملة فأظهروا أنتم شوقكم ولهفتكم للقائه ورؤيته، ونيل رضاه.
وانه يريد منكم أن تعرفوا أنه السلطان المتفرد بالحاكمية والاستقلال، بما ترون من شعاره الخاص، وخاتمه المخصص، وطرته التي لاتقلد على جميع المصنوعات.. فكل شئ له، وخاص به، صدر من يد قدرته. فعليكم أن تدركوا جيداً، ان لا سلطان ولا حاكم إلاّ هو.فهو السلطان الواحد الأحد الذي لا نظير له ولا مثيل..).
كان هذا المعلم الكبير يخاطب الداخلين للقصر والمتفرجين، بامثال هذا الكلام الذي يناسب مقام السلطان وعظمته واحسانه.
ثم انقسم الداخلون الى فريقين:
الفريق الاول:
وهم ذوو العقول النيرة، والقلوب الصافية المطمئنة، المدركون قدر أنفسهم، فحيثما يتجولون ـــ في آفاق هذا القصر العظيم - ويسرحون بنظرهم الى عجائبه يقولون: لابد أن في هذا شأناً عظيماً !! ولابد أن وراءه غاية سامية!.. فعلِموا أن ليس هناك عبث، وليس هو بلعب، ولا بلهو صبياني.. ومن حيرتهم بدأوا يقولون:
يا تُرى أين يكمن حل لغز القصر، وما الحكمة في ما شاهدناه ونشاهده؟!
وبينما هم يتأملون ويتحاورون في الامر، اذا بهم يسمعون صوت خطبة الاستاذ العارف وبياناته الرائعة، فعرفوا ان لديه مفاتيح جميع الاسرار وحل جميع الالغاز، فأقبلوا اليه مسرعين:
- السلام عليكم أيها الاستاذ.. ان مثل هذا القصر الباذخ ينبغي أن

لايوجد صوت