ولا يبينه استاذ، فيظل مجرد أوراق لا معنى لها!..
ثانيهما:
إصغاء الناس الى كلام ذلك المعلم، وتقبّلهم له.
بمعنى ان وجود الاستاذ مدعاة لوجود القصر. واستماع الناس اليه سبب لبقاء القصر، لذا يصح القول: لم يكن السلطان العظيم ليبني هذا القصر لولا هذا الاستاذ. وكذا يصح القول: حينما يصبح الناس لا يصغون اليه ولا يلقون بالاً الى كلامه، فسيغير السلطان هذا القصر ويبدله.
الى هنا انتهت القصة يا صديقي. فان كنت قد فهمت سر الحكاية، فانظر من خلالها الى وجه الحقيقة:
ان ذلك القصر هو هذا العالم، المسقف بهذه السماء المتلألئة بالنجوم المتبسمة، والمفروش بهذه الارض المزيّنة من الشرق الى الغرب بالازهار المتجددة كل يوم.
وذلك السلطان العظيم، هو الله تعالى سلطان الأزل والابد الملك القدوس ذو الجلال والاكرام الذي ﴿تسبّح له السمواتُ السبعُ والارضُ ومَن فيهن..﴾ حيث أن ﴿كلٌ قد علم صلاتَه وتسبيحَه﴾(النور: 41) وهو القدير ﴿الذي خلقَ السمواتِ والأرض في ستة ايام ثم استوى على العرش يُغشي الليلَ النهارَ يَطلبه حثيثاً والشمس والقمر والنجوم مسخّرات بأمره﴾(الاعراف: 54).
أما منازل ذلك القصر فهي ثمانية عشر الفاً من العوالم التي تزينت كل منها وانتظمت بما يلائمها من مخلوقات.. اما الصنائع الغريبة في ذلك القصر فهي معجزات القدرة الإلهية الظاهرة في عالمنا لكل ذي بصر وبصيرة.. وما تراه من الاطعمة اللذيذة التي فيه، هي علامات الرحمة الالهية من الاثمار والفواكه البديعة التي تشاهد بكل وضوح في جميع مواسم السنة وخاصة في الصيف وبالأخص