الكلمات | الكلمة الحادية عشرة | 161
(154-168)

وهكذا.. بعد أداء هذه الوظائف في المقامات السابقة، والقيام بالعبادة اللازمة
بمعاملة غيابية، لدى مشاهدة المخلوقات، ارتقوا الى درجة النظر الى معاملة الصانع الحكيم وشهودها ومعاملة افعاله معاملةً حضورية، وذلك أنهم:
قابلوا أولاً تعريفَ الخالق الجليل نفسَه لذوي الشعور بمعجزات صنعته، قابلوه بمعرفةٍ ملؤها العَجب والحيرة قائلين: سبحانك ما عرفناك حق معرفتك يا معروف بمعجزات جميع مخلوقاتك.
ثم استجابوا لتحبّب ذلك الرحمن بثمرات رحمته سبحانه، بمحبةٍ وهيام مرددين : إياك نعبد واياك نستعين.
ثم لَبّوا ترحمّ ذلك المنعم الحقيقي بنِعَمه الطيبة واظهار رأفته عليهم، بالشكر والحمد، وبقولهم: سبحانك ما شكرناك حق شكرك يا مشكورُ بألسنة احوالٍ فصيحة تنطق بها جميع احساناتك المبثوثة في الكون، وتعلن الحمدَ والثناء اعلاناتُ نِعَمِك المعدّة في سوق العالم والمنثورة على الارض كافة. فجميع الثمرات المنضّدة لرحمتك الواسعة، وجميع الأغذية الموزونة لنعمك العميمة، توفي شكرها بشهادتها على جُودك وكرمك لدى انظار المخلوقات.
ثم قابلوا اظهار كبرياء جماله وجلاله وكماله سبحانه في مرايا الموجودات المتبدلة على وجه الكون، بقولهم: الله اكبر، وركعوا في عجز مكلّل بالتعظيم، وهَوَوا الى السجود في محبة مفعمة بالذل والفناء لله، وفي غمرة إعجاب وتعظيم وإجلال.
ثم اجابوا اظهار ذلك الغني المطلق سبحانه ثروتَه التي لا تنفد ورحمته التي وسعت كل شئ، بالدعاء الملح والسؤال الجاد، باظهار فقرهم وحاجتهم قائلين: اياك نستعين.
ثم استقبلوا عرضَ ذلك الخالق الجليل للطائف صنائعه وروائع بدائعه ونشره لها في معارضَ أمام انظار الأنام، بالاعجاب والتقدير اللازمين، قائلين: ما شاء الله، تبارك الله، ما اجمل خلقَ هذا.. شاهدين

لايوجد صوت