فهو اذاً في حكم ممثلٍ عن أمته لدى الحضرة الالهية.. ومن حيث الرسالة يبلّغ احكام ربّه الى الجن والانس كافة بالقرآن العظيم.
فهذه الجماعة السعيدة بعدما اصغوا الى ذلك الرسول الكريم y وانصاعوا لأوامر القرآن الحكيم، اذا بهم يرون أنفسهم قد قُلِّدوا مهمات لطيفة تترقى ضمن مقامات سامية كثيرة، تلك هي الصلاة، فهرس انواع العبادات.
نعم! لقد شاهدوا بوضوح تفاصيل فريضة الصلاة وارتقوا في مقاماتها الرفيعة التي تشير اليها اذكارُها وحركاتُها المتنوعة، على النحو الآتي:
اولاً: بمشاهدتهم الآثار الربانية المبثوثة في الكون، وجدوا انفسهم في مقام المشاهدين محاسن عظمة الربوبية، بمعاملة غيابية، فأدّوا وظيفة التكبير والتسبيح، قائلين: الله اكبر.
ثانياً: وبظهورهم في مقام الدعاة والأدلاّء الى بدائع صنائعه سبحانه وآثاره الساطعة، التي هي جلوات اسمائه الحسنى، أدّوا وظيفة التقديس والتحميد بقولهم: سبحان الله والحمد لله.
ثالثاً: وفي مقام ادراك النعم المدخرة في خزائن الرحمة الالهية وتذوقها بحواسَ ظاهرة وباطنة شرعوا بوظيفة الشكر والحمد.
رابعاً: وفي مقام معرفة جواهر كنوز الاسماء الحسنى وتقديرها حق قدرها بموازين الاجهزة المعنوية المودعة فيهم، بدأوا بوظيفة التنزيه والثناء.
خامساً: وفي مقام مطالعة الرسائل الربانية المسطرّة بقلم قدرته تعالى على صحيفة القَدَر، باشروا بوظيفة التفكر والاعجاب والاستحسان.
سادساً: وفي مقام التنزيه بإمتاع النظر الى دقة اللطف في خلق الاشياء، ورقة الجمال في اتقانها، دخلوا وظيفة المحبة والشوق الى جمال الفاطر الجليل والصانع الجميل.