الكلمات | الكلمة الحادية عشرة | 164
(154-168)

أردأ أنواع البدلات، ألا يكون قد ارتكب حماقة متناهية، ينبغي تأديبه بعنف وعقابه عقاباً رادعاً؟
فيا صديقي الحميم، ويا نفسي الامارة بالسوء!
استجمعوا عقولكم، ولا تهدروا رأس مال عمركم، ولا تبددوا طاقات حياتكم واستعداداتها لهذه الدنيا الفانية الزائلة، وفي سبيل لذة مادية ومتاع حيواني.. فالعاقبة وخيمة، اذ تُردّون الى دَرَكةٍ أدنى من أخس حيوان، علماً أن رأس مالكم أثمن من أرقى حيوان!
 فيا نفسي الغافلة!
ان كنت تريدين أن تفهمي شيئاً من: غاية حياتك، ماهية حياتك، صورة حياتك، سر حقيقة حياتك، كمال سعادة حياتك.. فانظري الى مجمل (غايات حياتك) فانها تسعة أمور:
أولها: القيام بالشكر الكلي، ووزن النِعم المدخرة في خزائن الرحمة الإلهية بموازين الحواس المغروزة في جسمك.
ثانيها: فتح الكنوز المخفية للاسماء الالهية الحسنى بمفاتيح الاجهزة المودعة في فطرتك، ومعرفة الله جل وعلا بتلك الاسماء الحسنى.
ثالثها: اعلان ما ركّبت فيك الاسماء الحسنى من لطائف تجلياتها وبدائع صنعتها، واظهار تلك اللطائف البديعة أمام أنظار المخلوقات بعلمٍ وشعور، وبجوانب حياتك كافة في معرض الدنيا هذه.
رابعها: اظهار عبوديتك أمام عظمة ربوبية خالقك، بلسان الحال والمقال.
خامسها: التجمل بمزايا اللطائف الانسانية التي وهبتْها لك تجليات الاسماء، وابرازها أمام نظر الشاهد الازلي جل وعلا.. مثلك في هذا كمثل الجندي الذي يتقلد الشارات المتنوعة التي منحها السلطان في مناسبات رسمية، ويعرضها أمام نظره ليُظهر آثار تكرّمه عليه وعنايته به.
سادسها: شهود مظاهر الحياة لذوي الحياة، شهود علمٍ وبصيرة،

لايوجد صوت