الكلمات | الكلمة الحادية عشرة | 166
(154-168)

وخريطة لهذا الكون الواسع ..
وفذلكة لكتاب الكون الكبير..
ومجموعة مفاتيح تفتح كنوز القدرة الإلهية الخفية..
وأحسن تقويمٍ للكمالات المبثوثة في الموجودات، والمنشورة على الاوقات والازمان..
فهذه وامثالها هي (ماهية حياتك).
وإليك الآن (صورة حياتك) وطرز وظيفتها، وهي: إن حياتك كلمة حكيمة مكتوبة بقلم القدرة الإلهية .. وهي مقالة بليغة تدل على الاسماء الحسنى المشهودة والمسموعة .. فهذه وامثالها هي صورة حياتك.
أما (حقيقة حياتك) وسرّها فهي:
انها مرآة لتجلي الاحدية، وجلوة الصمدية، أي أن حياتك كالمرآة تنعكس عليها تجلي الذات الأحد الصمد تجلياً جامعاً، وكأن حياتك نقطةٌ مركزيةٌ لجمع أنواع تجليات الاسماء الإلهية المتجلية على العالم أجمع.
أما (كمال سعادة حياتك) فهو:
الشعور بما يتجلى من أنوار التجليات الإلهية في مرآة حياتك وحبها، واظهار الشوق اليها، وأنت مالكٌ للشعور، ثم الفناء في محبتها، وترسيخ تلك الانوار المنعكسة وتمكينها في بؤبؤ عين قلبك.
ولأجل هذا قيل بالفارسية هذا المعنى للحديث النبوي القدسي الذي رفعك الى اعلى عليين:
من نطنجم درسموات وزمين
أز عجب طنجم بقلب مؤمنين(1) 
(1) هذا معنى الحديث (ما وسعني سمائي ولا ارضي ولكن وسعني قلب عبدي المؤمن). ذكره في الاحياء بلفظ مقارب. قال العراقي في تخريجه: لم ار له أصلاً (كشف الخفاء للعجلوني 2/195 باختصار). وقال السيوطي في الدرر المنتثرة: قلت اخرج الامام احمد في الزهد عن وهب بن منبه: (ان الله فتح السموات لحزقيل حتى نظر الى العرش فقال

لايوجد صوت