في كل عصر، الذي هو بحكم يوم واحد.
حقاً كأن الدنى ضيوف عابرة ايضاً كالناس. فيمتلئ العالم بأمر الفاطر الجليل كل موسم ويُخلى.
ثانيتها:
مثال: قوله تعالى ﴿ولا رطبٍ ولا يابسٍ إلاّ في كتابٍ مبين﴾ (الانعام: 59)
﴿وكلَّ شيء أحصيناه في إمام مبين﴾ (يس: 12)
﴿لا يَعزُبُ عنه مثقالُ ذرةٍ في السموات ولا في الارض ولا أصغرُ من ذلك ولا أكبرُ إلاّ في كتاب مبين﴾ (سبأ: 3)
وامثالها من الآيات الكريمة التي تفيد:
ان الاشياء جميعها وباحوالها كلها، مكتوبة، قبل وجودها وبعد وجودها، وبعد ذهابها من الوجود.
نبين أمام الانظار ما يأتي ليصل القلب الى الاطمئنان:
ان البارئ المصور الجليل سبحانه يدرج فهارس وجود ما لا يحد من المخلوقات المنسقة وتواريخ حياتها ودساتير اعمالها، يدرجها درجاً معنوياً محافظاً عليها في بذور ونوى واصول تلك المخلوقات، على الرغم من تبديلها في كل موسم، على صحيفة الارض كافة، ولا سيما في الربيع. كما انه سبحانه يدرجها بقلم القدر نفسه درجاً معنوياً بعد زوال تلك المخلوقات في ثمراتها وفي بذيراتها الدقيقة، حتى انه سبحانه يكتب كل ما هو رطب ويابس من مخلوقات الربيع السابق في بذورها المحدودة الصلبة كتابة في غاية الاتقان ويحافظ عليها في منتهى الانتظام. حتى لكأن الربيع بمثابة زهرة واحدة وهي في منتهى التناسق والابداع، تضعها يد الجميل الجليل على هامة الارض ثم يقطفها منها.
ولما كانت الحقيقة هي هذه، أليس من العجب أن يضل الانسان