الكلمات | الكلمة الرابعة عشرة | 221
(219-226)

اعجب ضلالة، وهي اطلاقه اسم الطبيعة على هذه الكتابة الفطرية، وهذه الصورة البديعة، وهذه الحكمة المنفعلة المسطرة على وجه الارض كافة والتي هي انعكاس لتجلٍ من تجليات ما سُطّر في اللوح المحفوظ الذي هو صحيفة قلم القدر الإلهي! أليس من العجب أن يعتقد الانسان بالطبيعة وانها مؤثرة ومصدر فاعل؟
اين الحقيقة الجلية مما يظنه اهل الغفلة؟. اين الثرى من الثريا؟
ثالثتها:
ان المخبر الصادق y قد صوّر ـ مثلاً ـ الملائكة الموكلين بحمل العرش، وكذا حمَلة الارض والسموات، أو ملائكة آخرين، بأن للملك اربعين ألف رأس، في كل رأس اربعون الف لسان، كل لسان يسبح باربعين ألف نوع من انواع التسبيحات.
هذه الحقيقة الرفيعة في امثال هذه الاحاديث الشريفة تعبّر عن انتظام العبادة وكليتها وشمولها لدى الملائكة، فلأجل الصعود الى هذه الحقيقة السامية نبين امام الشهود الآيات الكريمة التالية وندعو الى التدبّر فيها، وهي:
﴿تسبّح له السمواتُ السبع والارضُ ومَن فيهن﴾ (الاسراء: 44)
﴿إنّا سخّرنا الجبالَ معه يسبّحنَ بالعشيّ والإشراق﴾ (ص: 18)
﴿إنّا عَرَضنا الامانةَ على السموات والارض والجبال.. ﴾ (الاحزاب: 72)
وامثالها من الآيات الجليلة التي تصرّح:
ان لأضخم الموجودات واكثرها سعة وشمولاً تسبيحاً خاصاً منسجماً مع عظمته وكليته، والأمر واضح ومشاهد؛ اذ السموات الشاسعة مسبّحة لله.. وكلماتها التسبيحية هي الشموس والاقمار والنجوم، كما أن الارض الطائرة في جو السماء مسبحةٌ حامدةٌ لله، والفاظها التحميدية هي الحيوانات والنباتات والاشجار.
بمعنى أن لكل شجرة ولكل نجم، تسبيحاته الجزئية الخاصة به،

لايوجد صوت