﴿انما أمرُه اذا أراد شيئاً ان يقولَ له كُن فيكون﴾ (يس: 82)
﴿وما أمرُ الساعة اِلاّ كلمحِ البصر﴾ (النحل: 77)
﴿ونحن اقربُ اليه من حبل الوريد﴾ (ق: 16)
﴿تعرُج الملائكةُ والروحُ اليه في يومٍ كان مقداره خمسين ألفَ سنة﴾ (المعارج: 4)
وأمثال هذه الآيات الكريمة التي تعبّر عن الحقيقة السامية الآتية وهي:
ان الله سبحانه وتعالى، القدير على كل شئ، يخلق الاشياء بسهولة مطلقة في سرعة مطلقة دون اية معالجة أو مباشرة، حتى تبدو الاشياء كأنها توجد بمجرد الأمر.
ثم ان ذلك الصانع الجليل قريب جداً الى المصنوعات، بينما المصنوعات بعيدة عنه غاية البعد.
ثم انه سبحانه مع كبريائه المطلق، لايدع احقر الاشياء واكثرها جزئية وخسّة خارج اتقانه!
هذه الحقيقة القرآنية يشهد لها جريان الانتظام الاكمل في الموجودات وبسهولة مطلقة. كما ان التمثيل الآتي بيّن سرّ حكمتها:
فمثلاً ﴿وَلله اْلمَثَلُ الاَعْلى﴾ ان الوظائف التي قلّدها الأمر الرباني والتسخير الإلهي للشمس ـ التي تمثل مرآة كثيفة لإسم النور من الاسماء الحسنى ـ تقرّب هذه الحقيقة الى الفهم وذلك:
انه مع علو الشمس ورفعتها، قريبة جداً من المواد الشفافة واللامعة، بل انها اقرب الى ذوات تلك الاشياء من انفسها. وعلى الرغم من ان الشمس تجعل الاشياء تتأثر بها بجلواتها وبضوئها وبجهات اخرى شبيهة بالتصرف فيها، الاّ ان تلك المواد الشفافة بعيدة عنها بالوف السنين، فلا تستطيع ان تؤثر فيها قطعاً، بل لا يمكنها ادعاء القرب منها.
وكذا يفهم من رؤية انعكاس ضوء الشمس وما يشبه صورتها من كل ذرة شفافة حسب قابليتها ولونها، ان الشمس كأنها حاضرة في كل