الكلمات | الكلمة الرابعة عشرة | 225
(219-226)

نؤمن هكذا.
خامستها:
ان امثال الآيات الكريمة التالية تبين عظمته سبحانه وتعالى وكبرياءه المطلقين: فأبتداءً من قوله تعالى: ﴿وما قدروا الله حقّ قَدرهِ والارضُ جميعاً قبـضتُه يومَ القيامة والسمواتُ مطويّاتٌ بيمينه﴾ (الزمر: 67) الـى قوله تعـالى ﴿واعلَموا أن الله يحُولُ بين المرء وقلبه﴾ (الانفال: 24) ومن قوله تعالى الله ﴿خالقُ كلّ شيءٍ وهـو على كل شيء وكيل﴾ (الزمر: 62) الى قـوله تعالى ﴿يعلمُ ما يُسرّون وما يُعلنون﴾ (البقرة: 77) ومن قوله تعالى ﴿خَلَقَ السموات والارض﴾ (الاعراف:54) الى قوله تعالى ﴿خَلَقَكُم وما تَعملون﴾ (الصافات: 96). ومن قوله تعالى ﴿ما شاءَ الله لا قوة اِلاّ بالله﴾ (الكهف:39) الى قـوله تعـالى ﴿وما تشاؤون اِلاّ أن يشاء الله﴾ (الانسان: 30) هذه الآيات الجليلة تبـين احاطة حدود عظمة ربوبيته سبحانه وكبرياء الوهيته بكل شئ.. هذا السلطان الجليل، سلطان الازل والابد يهدد بشدة ويعنّف ويزجر ويتوعد هذا الانسان الذي هو في منتهى العجز ومنتهى الضعف ومنتهى الفقر، والذي لا يملك الاّ جزءاً ضئيلاً من ارادة اختيارية وكسباً فقط، فلا قدرة له على الايجاد قطعاً. والسؤال الوارد هو: ما اساس الحكمة التي تبنى عليها تلك الزواجر والتهديدات المرعبة والشكاوى القرآنية الصادرة من عظمته الجليلة تجاه هذا الانسان الضعيف، وكيف يتم الانسجام والتوفيق بينهما؟.
اقول: لأجل البلوغ الى الاطمئنان القلبي، انظر الى هذه الحقيقة العميقة جداً والرفيعة جداً في الوقت نفسه من زاوية المثالين الآتيين:
المثال الاول:
بستان عظيم جداً يحوى مالا يعد ولا يحصى من الاثمار اليانعة والازاهير الجميلة، عُيّن عدد كبير من العاملين والموظفين للقيام بخدمات تلك الحديقة الزاهرة. اِلاّ ان المكلّف بفتح المنفذ الذي يجري منه الماء للشرب وسقي البستان، تكاسل عن اداء مهمته ولم يفتح المنفذ، فلم يجر

لايوجد صوت