الكلمات | الكلمة الرابعة عشرة | 224
(219-226)

ذرة منها وناظرة اينما بلغت اشعتها.
وكذا فان نفوذ اشعة الشمس وشمولها واحاطتها تزداد بعظم نورانيتها. فعظمة النورانية هي التي تضم كل شئ داخل احاطتها الشاملة حتى لا يستطيع شئٌ مهما صغر أن يختبئ عنها او يهرب منها. أي ان عظمة كبريائها لا ترمي الى الخارج حتى الاشياء الصغيرة الجزئية، بل العكس هو الصحيح انها تضم جميعها ـ بسر النورانية ـ ضمن دائرة احاطتها.
فلو فرضنا الشمس ـ فرضاً محالاً ـ انها فاعلة مختارة فيما نالت من وظائف وجلوات، فاننا نستطيع ان نتصور ان افعالها تسري ـ بإذن إلهي ـ في منتهى السهولة ومنتهى السرعة ومنتهى السعة والشمول، ابتداءً من الذرات الى القطرات والى وجه البحر والى الكواكب السيارة. فتكون الذرة والكوكب السيار سيّان تجاه امرها. اذ الفيض الذي تبثه الى سطح البحر تعطيه بانتظام كامل ايضاً للذرة الواحدة حسب قابليتها.
فهذه الشمس التي هي فقاعة صغيرة جداً مضيئة لماعة على سطح بحر السماء، وهي مرآة صغيرة كثيفة تعكس تجلي اسم النور للقدير على كل شئ.. هذه الشمس تبين نماذج الاسس الثلاثة لهذه الحقيقة القرآنية. اذ لاشك أن ضوء الشمس وحرارتها كثيفة كثافة التراب بالنسبة لعلم وقدرة مَن هو نور النور ومنوِّر النور ومقدِّر النور.
فذلك الجميل الجليل اذن قريب الى كل شئ قرباً مطلقاً بعلمه وقدرته، وهو حاضر عنده وناظر اليه، بينما الاشياء بعيدة عنه بعداً مطلقاً.
وانه يتصرف في الاشياء بلا تكلف ولا معالجة وفي سهولة مطلقة بحيث يفهم انه يأمر ـ مجرد الأمر ـ والاشياء توجد بيسر وسرعة مطلقتين.
وانه ليس هناك شئ، مهما كان جزئياً أو كلياً، صغيراً أو كبيراً خارج دائرة قدرته، وبعيداً عن احاطة كبريائه جل جلاله.
هكذا نفهم، وهكذا نؤمن ايماناً يقيناً وبدرجة الشهود، بل ينبغي أن

لايوجد صوت