مثلما أن للارض برمتها تسبيحاتها الخاصة بها. فهي تسبيحات كلية تضم تسبيحات كل جزء وقطعة منها بل كل وادٍ وجبل وكل بحر وبر فيها. فكما ان للارض تسبيحاتها باجزائها وكليتها كذلك للسموات والابراج والافلاك تسبيحاتها الكلية.
فهذه الارض التي لها الوف الرؤوس، ومئات الالوف من الألسنة لكل رأس، لاشك ان لها ملكاً موكلاً بها يناسبها، يترجم ازاهير تسبيحات كل لسان وثمرات تحميداته التي تربو على مائة الف نمط من انماط التسبيح والتحميد، يترجمها ويبينها في عالم المثال، ويمثلها ويعلن عنها في عالم الارواح.
اذ لو دخلت اشياء متعددة في صورة جماعة أومجموعة، لتشكلت لها شخصية معنوية، واذا امتزجت تلك المجموعة واتحدت، تكون لها شخصية معنوية تمثلها، ونوع من روحها المعنوية، وملك موكل يؤدي وظيفتها التسبيحية.
فانظر مثلاً الى هذه الشجرة المنتصبة امام غرفتنا، وهي شجرة الدُلب ذات الاغصان الثلاثة، فهي تمثل كلمة عظيمة ينطق بها لسان هذا الجبل الموجود في فم (بارلا) ألا ترى كم من مئات ألسنة الاغصان لكل رأس من رؤوس الشجرة الثلاثة، وكم من مئات ثمرات الكلمات الموزونة المنتظمة في كل لسان؟ وكم من مئات حروف البذيرات المجنحة في كل ثمرة من الثمرات؟ ألا يسبّح كلٌ من تلك الرؤوس والألسنة لمالك الملك الذي له امر كن فيكون؟ الاّ يسبّح بكلام فصيح، وبثناء بليغ واضح، حتى انك تشاهد تسبيحاتها وتسمعها؟!
فالملك الموكل عليها ايضاً يمثل تلك التسبيحات في عالم المعنى بألسنةٍ متعددة.
بل الحكمة تقتضي ان يكون الأمر هكذا!
رابعتها:
قوله تعالى مثلاً